News

جـــــزائــــــــــــــر أرض المعجـــــــــــــزات



28‏/08‏/2009

روبــــــــــــــــــــــورتــــــــــــــــــــاج


شبابنا يعزف عن مشاريع الخدمات على العمل الإنتاجي
العمالة الأجنبية تستحوذ على مشاريعنا التنموية
فاطمة الزهراء طوبال

واجهت الجزائر بشكل عام مشكلة البطالة عند الشباب و بالأخص خريجي الجامعات، الذين اجتازوا مشوارا طويلا جسّدوه في الأخير بشهادة تحمل تتوج سنوات الكد و التحصيل الدراسي الجاد لخول عالم الشغل من بابه الواسع، ورغم ان بعض المتخرجين ظفروا بمناصب شغل في إطار عقود ماقبل التشغيل لتحقق قلة قليلة منهم حلم الإندماج في مؤسسات المجتمع المدني إلا أن البقية لاتزال تصارع هاجس البطالة في ظل عجز الإدارات العمومية عن توفير مناصب شغل لهؤلاء الشباب حيث أشارت الصحافة المحلية أن مناصب السنة الفارطة مخيبة لآمال خريجي الجامعات مع العلم أنها لا تغطي حتى 25 بالمائة من مجموع الطلبات بوهران.
مما اضطرت الجماعات المعنية إلى مطالبة الوزارة الوصية بحصة إضافية من المناصب الإدارية أمام584 طلب أودع بين شهري يناير و فبراير من السنة الماضية و هذا لامتصاص عدد البطالين في إطار برنامج عقود ماقبل التشغيل.
وتشير المصادر التي أوردت الخبر إلى أن عدد الطلبات وصل إلى 9100 طلب من طرف حاملي الشهادات الجامعية خلال الفترة الممتدة بين2006 و2007 وللإشارة فإن هذه الأرقام مرشحة للتصاعد السنوات المقبلة، ذلك أن ظاهرة البطالة صارت معضلة الشباب تخلق فيهم خمولا ذاتيا لافرار منه،وبالمقابل فإن برنامج تشغيل الشباب في إطار عقود ماقبل التشغيل لمدة أقصاها سنتين للشاب الواحد هو غير كاف للحد من هذا الهاجس ذلك أنه بمجرد انقضاء مدة العقد، يعود الشاب إلى كابوس هذه الظاهرة المريب، ومن خلال ذلك سعى كل من رشيد و سمية و فاطمة و المستفيدون من هذا البرنامج لإيجاد حل جذري لوضعهم المتردي بعدما انتهت مدة عقودهم فأبت المصالح المعنية بهذا البرنامج أن تمدد لهم العقد للسنة الثالثة لأن القانون لايسمح بذلك حسب تصريح مصادر من مديرية التشغيل.


هاجس البطالة
فعادوا إلى هاجس البطالة وتحول الأمر بالنسبة إليهم إلى كابوس اغتال طموحهم، معتبرون أنهم بددوا وقتهم في السعي خلف سراب.
وللإشارة فقد كشف المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة الشباب البطال تراجعت إلى 12.3 في عام 2006 مقارنة ب15.3 % سنة 2005، إلا أن بعض الآراء تعتبر أن العاطلين عن العمل في تزايد سنويا،مضيفين أن العمل في إطار عقود ماقبل التشغيل هو عمل مؤقت وليس توظيفا،حيث لايمكن اعتبار أولئك الذين يعملون لأشهر قليلة كموظفين، ويلزم أن يزضع الشباب الذين يعملون في إطار هذا البرنامج على قائمة العاطلين عن العمل.
هذا،وتنبأ تقارير منظمة العمل الدولية إلى ارتفاع معدل البطالة بالمغرب العربي إلى 25 مليون عاطل سنة 2015
رأي علماء الاجتماع
يرى الدكتور نجاح مبارك أخصائي في علم الاجتماع و أستاذ محاضر بجامعة وهران ان اعتماد الجزائر على هذه السياسة في تشغيل الشباب مباشرة بعد خروجها من الأزمة التي عرفتها السنوات السابقة لم تكن مبنية على دراسات علمية إذ خسرنا الملايير في إنشاء المصانع التي كانت تشغل اللآلاف من الشباب بدون أي نشاط إنتاجي وقد دعا ذات المتحدث المصالح المعنية بتشجيع الاستثمار في الجنوب الجزائري التي تتوفر فيه على كل الشروط فمثلا هناك ولايات في الجنوب الجزائري تفتقر إلى أطباء اخصائيين.
القائمون على الاستثمار المحلي يدعون الشباب للعمل الإنتاجي
هذا، ويسعى المشرفون على الإستثمارات المحلية بوهران، إلى إقناع الشباب للإلتحاق بالعمل الإنتاجي خاصة بعدما توفرت الظروف التي تساهم في توفير مناصب شغل لهم، مامن شانه الدفع بعجلة التنمية بولاية وهران ، حيث اتخذ رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران على عاتقه مسؤولية اعتماد استراتيجية تعمل على توفير مناصب شغل للشباب في قطاع البناء بهدف التقليص من حدة المشاكل الإجتماعية كظاهرة الهجرة غير الشرعية، و التي بلغت حصيلتها الإجمالية1571 حراقا سنة 2007 على المستوى الوطني.
وهران استفادت من مشاريع استثمارية لفائدة الشباب
مع العلم أن وهران استفادت من غلاف مالي قيمته 110 مليار سنتيم في ثلاث قطاعات: البناء،الفلاحة،و الأشغال العمومية، وللإشارة فإنها انطلقت جميعها بشرق وهران السنة الفارطة،إذ تدعم قطاع البناء لوحده بغلاف مالي قدره 115 مليون سنتيم.
كما استفادت وهران كذلك من 30 مشروع سياحي حددت قيمته المالية ب361 مليون دينار جزائري سيسمح بتوفير 123 منصب شغل للشباب البطال.
العمالة الأجنبية تشرف على العمل الإنتاجي بوهران
هذا، وقد ذهبت بعض تقارير الصحافة المحلية إلى اعتبار أن اليد العاملة الأجنبية احتكرت 55 بالمائة من المشاريع التنموية، مضيفة أنه تم إسناد مهمة إنجاز إحدى عشر مشروع تنموي إلى الأجانب ماتعداده 1118 عامل بين سنة 2007 و مطلع سنة 2008 وعلى رأسها مشروع تطهير المياه القذرة، ناهيك عن مجال المحروقات و كذا التوسع العمراني تحت إشراف مؤسسة صينية ينشط بها 2048 عاملا، منه 930 عامل جزائري فقط حيث اعتبرت تلك التقارير أن العمالة الاجنبية أحالت شبابنا على البطالة.
رأي الأخصائيين:
فيما يوضح الاخصائي الإجتماعي مبارك نجاح بأنّ قضية العمالة الأجنبية بالجزائر ليست بقضية جديدة لان الاجانب برايه يشتغلون في قطاعات إنتاجية في حين لايتوجه إليها الشباب وهنا يطرح السؤال لماذا ينفر الشباب من العمل المنتج؟
إن الأمر يتعلق بتوجيه الشباب و مجالات توظيفهم لكن العمالة الأجنبية كانت متواجدة منذ سنين و الدليل على ذلك مزارع المعمرين التي اكتسب فيها عمال مغاربة خبرة كبيرة في المجال الزراعي.
هذا، و يستطرد ذات المتحدث مضيفا بأنّ العمالة الأجنبية خرجت من نشاط الخدمات إلى التجارة فقد تحولت من وسيطة إلى ربة عمل حاليا فالأمر يذكرنا تاريخيا بعمال وسطاء دخلوا الجزائر كالهولنديين و الإسبان فأصبحوا فيما بعد يتحكمون بثروات الجزائر، هذا درس يذكرنا بمشكلة خطيرة تعرضت لها الجزائر فلا تزال الأمور عشوائية ينبغي تقويمها و يضيف الدكتور نجاح مبارك بأنّ الدولة تنفق الملايير و تخلق بذلك تذمرا للشباب فعلا و انا اسميهم الغاضبون وهذا الغضب هو مهد العصيان ورد فعل لهذه السياسة في التشغيل و ماقبل التشغيل فالقضية هي قضية سياسة كبرى بين الإتحاد الاوربي و المغرب العربي وهي محكومة بهذه الميكانيزمات لهذه العلاقات.
حقيقة مرة يتجرع منها شبابنا طعم التذمر الذي صار هاجسا ماراطونيا يقمع الذات،فمتى يصير الشاب الجزائري مخدوما لا خادما و مشرفا على مشاريعنا المستقبلية؟

تحقيــــــق صحفــــــــي



لما تسلّل فيروس القرصنة إلى الأغنية الرايوية و السكاتشات الفكاهية
الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في السوق الوهراني

فاطمة الزهراء طوبال
تعرف ظاهرة القرصنة انتشارا كبيرا إلى حد أنه أصبحت عمليات الحجز التي تقوم بها مصالح الأمن للأقراص المضغوطة تدل على ذلك،حيث كشفت الصحافة المحلية لمدينة وهران أنه تم حجز حوالي840 قرصا مضغوطا بوهران في شهر فبراير من السنة الفارطة، ورغم هذا تتحول ساحات المدينة الجديدة بوهران في كل يوم إلى فضاء كبير أين يتم بيع عدد هائل ومتنوع من "CD"
وتوضع هذه البضاعة المقرصنة على الأرض بسعر يتراوح بين 30 و 50 دج،حيث يمكن للمواطنين أن يجدوا عند هؤلاء الباعة مختلف الأفلام العربية و الأوربية كما صرّح بذلك أحد هواة الأفلام، إذ يمكنهم كذلك من اقتناء آخر أعمال السكاتشات الجزائرية الصادرة عن المنتجين المحليين و أهمها أعمال "زازة" و"حرودي" و"أفلام أجنبية أروبية و أمريكية".
وحسب ماتشير إليه إحدى الوسائل الإعلامية فإن هذه الظاهرة لا تمس الإنتاجات السينمائية فحسب، بل كذلك الوسائل التقنية التي تدخل في صناعة الموسيقى التي يمكن قرصنتها بسهولة إبتداء من قرص سمعي من نوع "سي دي" لكل المغنيين المحليين،حيث يقتني هؤلاء الباعة أجود و أحدث ماتم إنتاجه في عالم الغناء كما أن القرص الأصلي في بعض المحلات يباع ب150دج في حين لايتعدى سعر القرص المقرصن50دج
ميلاد القرصنة بدأ من شبكة الإنترنت
وفي هذا السياق يعتبر شركة إنتاج الأشرطة"الإيمان"والواقع مقرها بالمدينة الجديدة بعاصمة الغرب الجزائري(وهران)، أن هذه الأقراص من عمل الهواة يتم شحنها عبر شبكات الإنترنت و بالتالي هو ينفي مايسمى بالقرص المقرصن في السوق.
وينتقل ليوضح في سياق آخر أن الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في الساحة الفنية الوهرانية كون أنّ العبارة النقية الطاهرة للأنشودة مع إدخال بعض النوتات الموسيقية فيها، تقف وراء نجاح توزيع هذا النوع من الأناشيد مؤخرا بوهران،مصرحا في الوقت نفسه بأن اللحن الجميل يفرض نفسه على المستمع و بالتالي على وجود حافز لشرائها من طرف المستهلك، حيث يتردد في عالم الأنشودة الإسلامية أمثال"أسماء البدر"و"سامي يوسف" ناهيك عن "أبو راتب"،إذ يؤكد الموزع ذاته أن شركات الإنتاج تقوم بفرض أرقام محددة على الموزعين لتعطيها الحق الحصري بتوزيع شريط ما.
ويضيف المتحدث أنه لاوجود لما يسمى "بالمطرب النجم" في سوق الأنشودة الإسلامية النقية حسب تعبير موزع تسجيلات الإيمان،مؤكدا أن الغرض من تسويق الأنشودة بأسعار في متناول الجميع،حيث تصل قيمة القرص الواحد إلى50دج،هو مراجعة الشباب للكلمة الطيبة ودعوة إلى العبادة بنشر الفكر الوسط بعيدا عن التعصب وما يعرف بالتطرف مع مراعاة حقوق التأليف، مع العلم أن ظاهرة القرصنة تشكل هاجسا مزعجا في شتى الأوساط بوهران،إذ تكبد البلاد خسائر مادية،ولهذا الغرض أقرّت الجزائر عدة قوانين لمحاصرتها فصادقت على عدد من النصوص التشريعية الخاصة بالملكية الفكرية لحماية المصنفات الأدبية و الفنية لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في الجزائر بموجب الأمر رقم97-10 المؤرخ في 06مارس1997 بحيث تنص المادة 151 من هذا الأمر على معاقبة مرتكبي جنحة التقليد و التزوير لمصنف أداء فني بالحبس من 3 إلى 6 سنوات و بغرامة مالية من 5000.00دج إلى 1.000.000.00دج سواء تمت عملية النشر في الجزائر أو في الخارج،ومن ذلك قامت الدولة الجزائرية بتكوين فرق أمنية و بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تعمل على الرقابة و المتابعة ومحاربة الشبكات التي تنشط في هذا المجال،بحيث صرح مسؤول مصلحة مراقبة الجودة وقمع الغش بمديرية التجارة بوهران بأن العملية تتم أثناء تقديم المتضرر لشكوى تدين مرتكب جنحة التقليد أو التزوير للملكية الصناعية، فيتم فتح تحقيق على أساس تلك الشكوى من أجل ضبط أي تجاوز على مستوى السوق الداخلي.
إجراءات غير مجدية
وعلى الرغم من ذلك،فإن عمليات الحجز التي يقوم بها الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تبقى غير مجدية ذلك أن منتجي هذه الأعمال يجدون إمكانيات مادية و تقنية معتبرة لتلبية رغبة المواطنين.
وفي هذا السياق،يصرح المطرب "عز الدين فيلالي" أستاذ موسيقى في قصر الثقافة بمدينة وهران و الذي سبق وأن أنتج مجموعة من الألبومات في الغناء الأندلسي، أنّ توزيع " السي دي" بات يعتمد على مدى نجاح الاغنية العاطفية التي تجلب إليها اهتمام الشباب، في الوقت الذي تتكرر فيه عدة ألحان متشابهة على مدى السنة، خاصة مايعرف بالموسيقى الروبوتيكية أما الكلام حسب ذات المتحدث،فهو مستهلك من فنان إلى آخر إذ يحاول كل مطرب أن يرفع من شأن ألبومه الذي يبقى نجاحه يتعلق بمدى نجاح توزيعه.
ويضيف أنه لم تعد فيه مقاييس و معايير ينبغي احترامها لضمان التوازن بين كل الأسماء الفنية،إذ تتربع على عرشه أسماء جديدة لقبت بالنجوم الفنية و صارت تخدم الفن من الجانب التجاري أكثر منه الثقافي.
و بالتالي، تبقى قضية عدم احترام المقاييس في الاداء الفني و التجاوزات في قرصنة الاعمال الفنية جد شائكة،ملحقة الضرر بالمؤلف و الدولة في نفس الوقت
التحقيق من إعداد الصحافية:فاطمة الزهراء طوبال

23‏/08‏/2009

تحقيــــــق تــــــــــــاريخــــي







الموات التاريخي و مقاطعة الرموز الوطنية... دعاة التنفير و التكريه وراء السبب...// بقلم : فاطمــة الزهــراء طــوبال

تروج وإلى حد الآن أقاويل عن الكتابة التاريخية تستهدف الوصول إلى الحقيقة وتتركز على بؤر محددة، فما هي خلفيات هذا الموات التاريخي؟يقال الكثير عن التاريخ الوطني لكن أغلب ما يقال يظل منحصرا في نمطية ألفناها بل نمطية سئمناها ، تثير فينا الانفعال وتجعلنا في صدام مع الأمس و اليوم و خلفيات ذلك تعود إلى المجهول يومها انطلقت أول رصاصة نوفمبرية تعلن حدث الاندلاع الثوري...
تتمزق الأفكار وتتعالى الأوجاع في أحشائنا ونحن نبحث عن الذي أوقف محطة انطلاق كتابة تاريخنا، فمن ذا الذي يحاول تحطيمنا ؟
سقطت فرنسا الإستدمارية وما جرى عقب سقوطها أنها حملت الأطنان من أرشيفنا حتى لايبقى من ذاكرتنا مانبني به مستقبلنا فنظل في قوقعة من الصراع و النزاع بين أبطال يصلحون للجهاد ولا يصلحون للبناء الحضاري ، حيث في حوار أجريناه مع بعضهم رحلوا بنا بحكاياتهم إلى عالم ألف ليلة وليلة ساردين على مسامعنا ماضيهم معممين في سردهم هذا مثاليتهم الوهمية وفي كل مناسبة وطنية تجدهم يتغنون بها لكنهم لايدونون من ثوريتهم هذه مايسد رمقنا من الجوع و العطش.فلقد تبرأوا من تدوين تاريخ الجزائر وحملوه على عاتقنا –أي أن مسؤولية كتابة تضحياتهم نتحملها نحن- وياخوفنا إن وقعنا في شراك التزييف بلا مصداقية التي قد تثير ضدنا الخصوم و الأعداء.
فمن المسؤول إذن ؟ ماداموا يقدمون لنا كلما خاطبناهم أو طرحنا عليهم هذا السؤال التبريرات، فيتناحر هذا مع ذاك ونعاني نحن من تناحرهم هذا.
إشكالية الكتابة التاريخية في بلادنا
الحديث عن الكتابة التاريخية والتواصل مع كل ماهو وطني لايزال حبيسا في سجنه المؤبد ينتظر اقتراب المناسبات الوطنية ليفرج عن كربته ،فانفتاحه يظل منحصرا إلى أن تنظم ندوات للندب أو المدح و الواقع أنه لااحد يتحرك لإنقاذ تراثنا الضائع...إنه الموات التاريخي.لعل من كان كفؤا في حبك وصياغة ماآل إليه وضعنا من خطورة الآن قد نال مطلبه وحقق هدفه بخلق مضاعفات سلبية جعلت الشعب يقاطع كل رمز من رموز وطنيتنا الشماء ، محدثا بذلك انفصالا بينه وبين الثورة و الاستقلال لما صارت هذه الأخيرة حكرا على شريحة معينة في الجزائر تزعم أن لها الحق في كل شيء فأحدثت بمطالبها هذه الانفصام و الانقسام في المجتمع الذي تجزأ إلى فئة ذوي الحقوق و أبناء المجاهدين و الشهداء وفئة تعتقد بأن حقوقها مهضومة فغطى الصمت محياها وكان صمتها هذا موقفا تعبر من خلاله عن البؤس الوطني لاحيادا.
من المسؤول عن هذه القطيعة؟
حملنا السؤال في جعبتنا و توجهنا بجرحنا إلى أبناء الجزائر، نتقصى منهم الوقائع و الحقائق علنا نصل إلى إجابة مقنعة، فصادفنا في طريقنا فئات مختلفة من شرائح مجتمعنا و إن اختلفت فإن جوابها واحد.
في قســـم التــاريـــخ:
في قسم التاريخ أين يتلقى الطالب المبادئ الثورية و يتعلم كيف يوظفها في بناء مستقبل البلاد فيتعلم منه بعدين مختلفين :*البعد التاريخي الذي يتقيد بالماضي فيتأمل في أحداثه و تفاعلاته و يعتبر بعبره.*بعد الحاضر الذي يستطيع من خلاله أن يتجاوب مع المشكلات و الأزمات التي يواجهها.إذكنا نتوقع من طلابه كل الخير ،فدخلنا بتفاؤل كبير وخرجنا منه بحزن عظيم... أحدث فينا اضطرابا عصبيا إلى حد الغليان.*ونحن نتلقى إجابات غير متوقعة من طلبة الليسانس و الذين توجهت فئة كبيرة منهم لدراسة التاريخ بدافع الحصول على شهادة تؤمن لهم الحصول على وظيفة لاغير فيأكلون جيدا وينامون مرتاحي البال ولايهمهم مواصلة البحث و التنقيب عن آثار ماخلفه الأمجاد من الأجداد...كانت الفكرة مريضة للغاية، لدرجة أنها أثارت فينا الغموض ، كيف يتوجه لدراسة التاريخ من لايهمه من كتابته شيء ..من ذا الذي رسخ في ذهنهم هذه الأفكار المتحجرة الجامدة التي تدعوهم للتهاون أمام رموزهم الوطنية!؟..تاريخ من أجل العيش و الكسب الممتاز لا لأجل النضال و الامتثال أمام مخلفات شهداءنا الأبرار...*فئة أخرى تقربنا منها للكشف عن دافع تطلعها للدراسات العليا فكان لنا دردشة مطولة مع بعض الذين فازوا في مسابقة الدخول لدراسة الماجستير فتأكد لنا بعد هذه الدردشة بأن الهدف من دراستهم العليا هذه يرمي إلى كتابة مذكرة بالاعتماد على جملة من المصادر و المراجع المتوفرة في مكتباتنا الوطنية لغرض الحصول على شهادة عليا تمكنهم من نيل منصب شغل للتدريس في الجامعة فيتقاضون على إثرها أجورا مرتفعة غير التي كانوا يتقاضونها في التعليم الثانوي أو المتوسط..بعد هذا الاستطلاع المؤسف خرجنا بتصريح يحير الفكر من كلا الفئتين و إن اختلفت المستويات وتعددت لكن الهدف واحد...دراسة لأجل بناء مصلحة شخصية لا للغيرة الوطنية ..يؤسفني أنني لم ألتقي في القسم ذاته بابن خلدون أو الطبري أو مالك ابن نبي فظلت المصلحة الوطنية تنتظر فارس أحلام ينقذها من سباتها العميق هذا...فمن ذا الذي زرع بذور القطيعة برموزنا الوطنية!؟
في مكـــان عمـــــومي
في إحدى الحدائق العمومية أين يجتمع الأفراد لاستنشاق الهواء الصافي ، بحثنا علنا نجد رأيا مخالفا لما سمعناه لكن أغلب الآراء تصب في نهر واحد ،لا أحد يهمه من إحياء المناسبات الوطنية سوى تحقيق مصلحة شخصية ، فالعامل في الإدارة كل مايهمه من إحياء اندلاع الثورة أنه لايذهب إلى العمل في ذلك اليوم فيقضي يومه نائما في منزله أو اللجوء إلى أماكن النزهة للالتقاء بالأصدقاء " لاجديد يذكر ولا قديم يعاد " هذا ماتجده متداول على الشفاه ولا احد يهمه من تصفح كتب التاريخ شيء.
في مكتباتـــنا الوطنيــــــة
وهكذا تعاني مكتباتنا الوطنية أيضا وأخص بالذكر المتواجدة في ولاية وهران فرغم طلبات الكتب التي يأتي بها مسؤولوها من المحلات التجارية فإنها لاتحضى بأدنى نصيب من الاستعارة اليومية أو الأسبوعية ، إلا فئة قليلة كما صرح المسؤول المكلف بتسيير مكتبة متحف المجاهد بوهران "إن أغلب من يتوافد إلى المكتبة ذاتها لقراءة تاريخ الجزائر هم عمال أجانب جاؤوا لغرض الاستثمار في الجزائر حيث حاولوا التطفل على كنوزنا التي أهملتها أجيالنا فمن بينهم مستثمرين أمريكان وآخرين قدموا من دولة الصين و نسبة قليلة أيضا من إطارات جزائرية منتجة في مجمع السوناطراك الذي يقع بقرب متحف المجاهد من يهمها التعرف على أحداث ماضينا".
هذا،وكما أن أغلب الكتب التي يكثر الطلب عليها في مركز البحوث للإعلام الوثائقي في العلوم الاجتماعية والإنسانية(الكريدش) هي كتب أدبية و أخرى في علم الاجتماع و القانون لغرض إقامة بحوث علمية توفي شرط الحصول على علامة المقياس التطبيقي في مادة معينة فحسب ، أما عن كتب التاريخ فيكاد الطلب عليها ينعدم إلا البعض التي تتعلق بتاريخ العصر الوسيط والتي يتم تداولها عادة بين ثلاث طلبة في قسم الماجستير إلى خمسة بهدف تحضير مذكرة للتخرج.هذه الجولة التي قمنا بها أثبتت أن الأجيال في قطيعة مع رموزنا الوطنية الثورية التاريخية حتى أن المتصفح للتاريخ الوطني يجد أن الطابع السردي والتركيز على الأحداث السياسية هو السمة البارزة لدى أصحابها في تطرقهم لكتابة هذا التاريخ.

في مؤسساتنا التربوية:

في إحدى المؤسسات التربوية الواقعة ببلدية بئر الجير بوهران حاولنا التقرب من تلاميذ الطور الثالث الذين يتراوح سنهم بين الثاني عشر إلى الخامس عشر سنة ، وكنا قد انتقينا هذه الفئة العمرية لما لها من تحول حاسم في حياة الإنسان فهي أصعب مراحل حياته،ذلك أن فترة المراهقة مرحلة تجعل الطفل الصغير يذهب بعيدا بأحلامه و يتعمق في اتجاه معين انتقاه لنفسه.كنا قد اخترنا جنسين مختلفين(ذكر وأنثى) وطرحنا على كل واحد منهم السؤال التالي:[مامدى تعلقكم بمادة التاريخ؟هل تميلون إلى رموزكم الوطنية؟ولماذا؟] وكانت الكفاءة المستهدفة من وراء السؤال هي اختبار غيرتهم الوطنية ومدى ميلهم لتاريخ بلادهم ، فكانت الإجابة كالآتي:*من جملة 43 تلميذا أجابت 19 بنتا بنعم أحب تاريخ وطني لأنه بفضله نمت أفكاري و حبي له يتعلق كلما تذكرت تضحيات شهدائنا الأبرار الذين لولاهم لما كنا نحن في مقاعدنا ننعم بالدراسة المجانية.*هذا،وأجاب 12 إبنا بنعم أحب مادة التاريخ لأنها مادة سهلة الحفظ ونفهمها جيدا.*كما أجاب ثلاثة ذكور بلا،لا أحب التاريخ و لا أتعلق به لأني لاأستوعب أحداثه بسرعة،بينما امتنع حوالي ثمانية تلاميذ ذكورا من الإجابة الجدية على السؤال و بدافع من السخرية و الاستهزاء من مادة التاريخ.

إجمالا كنا قد استخلصنا بأن تعلق عدد كبير من الأبناء و البنات بمادة التاريخ هو من تعلقهم بوطنيتهم الفذة ويا خوفنا أن تغتال هذه الأنفس البريئة يوما ما فيبرد في هؤلاء هذا الحب العظيم لوطنيتهم أو كما ذكر أحد طلبة التاريخ قائلا بأنه كان مولعا بحب المادة في صغره وهائما بأستاذه لكنه بمجرد بلوغه سن الخامس و العشرين انقطع عن كل ماهو وطني لأنه صدم بسلوكيات لاحظها في الجامعة غير المبادئ التي كان يتلقاها في صغره لدرجة أنه كره إتمام دراسته الجامعية في قسم التاريخ أو حتى التفكير في كتابة تاريخ ثورتنا المجيدة مستقبلا.

ما يقوله المجاهدون :

يعتقد البعض ممن واكبوا الحدث الثوري بأن أهم سبب أخر عملية كتابة تاريخ الثورة هو مركب النقص الذي تشعر به بعض الأطراف المسؤولة في الدولة ومن هذا مايصرح به المجاهد محمد زروال قائلا بأن هذا الشعور هو ناتج من الإحساس بعدم المشاركة المبكرة في التمهيد للثورة وتفجيرها لهذا يحس عدد منهم أثناء الحديث عن الثرة بالسخط فيسميهم ب"الطابور الخامس" ومنهم الموظفين الإداريين الذين خلفتهم فرنسا على رأس الإدارة ولأنهم قد حرموا نفسهم من شرف الانتساب إليها فتجدهم يضمرون لها الحقد وينفرون منها فيكرهن الناس عن الحديث في موضوع الثورة و لايشرعون شروعا جادا لكتابتها.دعاة التنفير الذين جمدوا هذه العملية الشريفة صاروا مسيطرين على كل كبيرة و صغيرة في أمتنا ولن يرى التاريخ معهم النور إلا إذا اختفوا كما قال ذات المتحدث من الساحة السياسية.فرنسا حققت غايتها حتى بعد خروجها من الجزائر فجعلت تستغل هذه العملية التعطيلية في الكتابة التاريخية لتكتب على طريقتها ماتراه مناسبا لجذب الأجيال إليها وهذا مايحدث الآن لما صار بعض الأبناء من أمتنا يعتقدون بأن فرنسا هي من قدمت لنا الاستقلال ولسنا نحن الذين كبلوها خسائر مادية وبشرية لنحمي أرضنا منها. فكم هو صعب أن تبقى هذه الفكرة راسخة على أذهان الكثير ممن يئسوا من الحياة على أرض الوطن فنمت لديهم فكرة الهجرة وبطرق غير شرعية كرها في محيطهم الذي أنفرهم من حب الجزائر وتاريخها.ومن المجاهدين الذين صادفناهم في متحف المجاهد بوهران"الطيب بن نهاري" هو مجاهد بالمنطقة السادسة الولاية الخامسة حيث يعتبر من الأوائل الذين التحقوا بصفوف الثورة المجيدة ، سألناه عن الكتابة التاريخية و العوامل التي عطلت صيرورتها فكان أن عدد لنا بعض الكتابات التي جعلها مشروعا يستحق الاستثمار إلا أنها لم تلق الدعم من طرف المعنيين و بالتالي أطفأ نورها الذي لم تنعم به الأجيال ومنها " المعارك في منطقة سعيدة ومعسكر" كمعركة السكة الحديدية في الغرب الجزائري وعلاقتها بمشروع ديغول إضافة إلى كتاب " شهداء الولاية الخامسة(سير ذاتية)" ، ذاكرا بأن مشاكله الحالية حالت دون نشره هذه الكتابات التي حاول أن يفيدنا بها.وعن سبب تعطيل عملية الكتابة التاريخية يجيبنا بن نهاري قائلا بأنه كان على الدولة مساعدته و أمثاله في نشر مؤلفاتهم كون أن منحته الشهرية لاتكفيه لطبع كتاب تبلغ كلفته 30 مليون سنتيم و يستطرد قائلا :"إن الأموال الطائلة التي عادة ماتصرف لفائدة الفنانين الأجانب كان من المفروض أن تستثمر لإعادة كتابة التاريخ الوطني" وبذلك فهو يعتبر بأن نفور هؤلاء من حماية تاريخهم هو قتل للذاكرة الجزائرية فقد تعددت المشاكل و دعاة التنفير و التكريه هم وراء سبب حدوثها.



عندما يختار شبابنا الطريق إلى الموت.... هل يفعلون ذلك إنتقاما من الأوضاع أم نقصا في الحس الوطني؟ ..// بقلم: فاطمـة الزهـراء طـوبال- وهران


ضرب مؤشر الهجرة غير الشرعية مؤخرا مستويات عالية في بارومتر الحياة الإجتماعية،وإننا لم نلبث أن وقفنا على مالهذه الحقيقة الأساسية من عظيم الأثر في مجرى شؤون مجتمعنا كله وسرعان مااتضح لنا أن تأثيرها البالغ قد امتد إلى نزعة الدولة في السياسة الخارجية فخلقت هذه الحقيقة آراء جديدة التي صارت تدعو إلى إعادة النظر في القانون وتجاوزته إلى طرح البدائل على الساحة الوطنية لتوضح أنه ثمة ثورة شبانية كبرى قائمة إلى حد الآن،وهي تزداد تعقيدا كلما عارضتها ظروف الحياة للبحث عن مصير مجهول، بالتسلل إلى الضفة الثانية من البحر الأبيض المتوسط.وفي هذا السياق، فإن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أخذت حيزا كبيرا من اهتمام قيادة القوات البحرية الجزائرية كون أن الأمر يتعلق بإنقاذ الشباب الجزائري من أخطار الموت في عرض البحر ولهذا سخرت كل الوسائل لتطويق محاولات الحراقة وذلك بتعزيز المراقبة الساحلية بالوسائل التقنية و البصرية كالرادارات و المناظير مع تكثيف دوريات التفتيش لأعوان حراس الشواطىء المينائية و الشواطىء المنعزلة لترصد قوارب النزهة ومتابعة تحركاتها مع العلم أنه من الممكن استعمالها للعبور غير الشرعي إضافة إلى تكثيف النشاط الإستعلاماتي و الرامي إلى المتابعة القضائية للشبكات المنظمة و الواقفة وراء هذه العملية غير القانونية.وعلى صعيد متصل، أفادت مصادرنا على مستوى قيادة القوات البحرية العسكرية الثانية بأن حراس السواحل أقدموا على إفشال العديد من المحاولات غير الشرعية للهجرة عبر البوطي حيث أوقفوا خلال سنة 2007 حوالي 1388 حراق عبر قوارب النزهة و 183 حراق عبر البواخر التجارية على المستوى الوطني.وفي ذات السياق أضاف مصدر موثوق أن حصيلة المهاجرين غير الشرعيين الذين تم توقيفهم في سنة 2006 بلغت 750 مهاجر سري مقارنة بسنة 2007 و التي بلغت الحصيلة الإجمالية فيها حوالي 1571 حراق.جل الحراقة ميسوري الحالوبالموازاة فقد تم انتشال 87 جثة لسنة 2007 منها 35 جثة مجهولة الهوية وبينت مصادر رسمية أيضا أن من بين المهاجرين السريين الذين تم القبض عليهم كلهم ميسوري الحال وجلهم أرباب بيوت تركوا زوجاتهم وفرو بحثا عن حياة أفضل و أخريات حاولن اللحاق بأزواجهن الذين نجوا في التسلل إلى الضفة الثانية من البحر المتوسط عبر قوارب الصيد وآخرون يزاولون أعمالا حرة إضافة إلى طلبة جامعيين، والذين انتابهم اليأس جراء ظروفهم الإجتماعية المزرية وكذا فنانين لم يتم الإفصاح عن أسمائهم لالسبب إلا لحاجتهم الشديدة إلى بناء حياة كريمة على أرضهم التي احتواها العوز و الجهل و الفقر كما أننا لا نستطيع أن ننكر أننا أمام هذه الظاهرة نقف عند مفترق طرق خطير، بين مفتونين بحضارة أروبا المعاصرة وبين يائسين من حاضرهم متشككين في مستقبلهم.ولاتزال تلك المعطيات مرشحة للإرتفاع خاصة مع سنة 2008 حيث أوقف حراس السواحل في تاريخ30 يناير2008 حوالي 15 حراق على بعد 50 ميلا من شاطىء كريشتل تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 30 سنة، قدموا من مرسى الحجاج متوجهين نحو إسبانيا ومع بداية شهر فبراير2008 تم إيقاف 240 حراق بوهران ومع مطلع شهر مارس2008 تم إيقاف حوالي104 حراق بين ولايتي مستغانم ووهران إذ أفشل حراس السواحل هجرتهم غير الشرعية في عمق المياه الدولية.


شهادات حية لحراقة نجو من الموت


صرح المدعو (ع.ك)25 سنة، بأنه سئم مطاردة الشرطة له كلما عرض سلعته على أرصفة الطرقات للإسترزاق من خلالها حيث حاول أن يقترض مبلغ مالي من البنك قيمته 72 مليون سنتيم لكن واجهته العراقيل إذ لما بعث بتقرير لوالي الولاية يطلب منه التدخل في قضيته لم يلق ردا منه فوجد أن الهجرة خلاصه الوحيد من كابوس فقره هذا، وأضاف بانه جازف بحياته 5 مرات حيث فشل في كل محاولاته، إذ تم القبض عليه من طرف حراس السواحل فأعادوه إلى الساحل الوهراني ودخل السجن لمدة سنة إلا أنه لايزال مصرا على مواصلة العملية للمرة السادسة و السابعة إن تطلب الأمر ذلك لانه لم يجد عملا يضمن به مستقبله في الزواج و الحصول على مسكن.من جهته صرح والد ضحية آخر قائلا أنه في تاريخ 13 فبراير2006 خرج ابنه البالغ من العمر 23 سنة ولم يعد في ذلك اليوم إلى أن تلقى مكالمة هاتفية أعلمته بوفاة ابنه في عرض البحر حيث كان برفقة إحدى عشر شابا حاولوا العبور بطريقة غير شرعية عبر البوطي، فأنقذ حراس السواحل خمسة من الموت في الوقت الذي غرق فيه الآخرون فسجلوا في قائمة المفقودين ليتم العثور على جثة ابنه في تاريخ 18 مارس من نفس السنة، وأضاف والد الضحية أن ابنه خرج من البيت نتيجة خلاف بسيط حدث في الوسط العائلي.


للأخصائيين رأي في الموضوع


ترى إحدى الأخصائيات النفسانيات أن الهجرة غير الشرعية يعود منطلقها إلى طبيعة المحيط العائلي، فالإضطرابات الأسرية تؤدي إلى الإحباط النفسي حيث اعتبرت أيضا بأن مغامرة الشباب عبر البوطي بالإندفاع وفقدان المنطق يعود أساسا إلى أسباب داخلية نفسية وهو الأمر الذي يسبب له الإنهيار العصبي فيقترف خطأ ضد نفسه.وبالموازاة دعت إحدى المحاميات السلطات المعنية إلى تأسيس خلايا الإنصات على مستوى المصالح الأمنية معتبرة ان تلطيخ سمعة الشاب الحراق بسوابق عدلية هو خنق له،قائلة بأنه لابد من خلق آليات لأن تلطيخ شهادة السوابق العدلية ستقف حاجزا أمامه يحول دون حصوله على عمل، داعية إلى ضرورة مد الشباب بيد المساعدة.في محاولة للقضاء على الظاهرة...


مشاريع استثمارية لفائدة الشباب


وعدت السلطات المحلية لولاية وهران الشباب على توفير مناصب شغل في قطاع البناء،حيث استفادت وهران من غلاف مالي قيمته110 مليار سنتيم في ثلاث قطاعات:البناء،القطاع الفلاحي،الأشغال العمومية.وأكدت مصادرنا بأنها ستستثمر لفائدة الشباب حيث انطلقت أغلبها في شرق وهران مع مارس 2008 وتدعم قطاع البناء لوحده بغلاف مالي قدره 115 مليون سنتيم وللإشارة فغن وهران قد استفادت مع مطلع السنة بغلاف مالي قدره 361 مليون دينار جزائري سيسمح بتجسيد 30 مشروع سياحي وبالتالي يوفر حوالي 123 منصب شغل للشباب البطال.


شبابنا ...إلى أين؟


وبالتالي يبقى السؤال مطروحا لاننا مهما تحدثنا عن هذه المشكلة التي صارت تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا فإننا لايمكن لنا إيجاد حل ملائم سوى بالدعوة إلى طرح البدائل من طرف المسؤولين

حوار ثقافي مع الفنان السوري دريد اللحام//بمناسبة المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران




كنا ننشد النشيد الرسمي الجزائري وكنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا" ...//حاورته:طوبال فاطمة الزهراء



عرفناه باسم "غوار الطوشي" ،فعلمنا بعد ذلك أنه اقتبسه من أحد الأشخاص الذين كان يعرفهم، حيث يرمز اسمه لشخص كان يكافح من أجل أن يكتسب لقمة عيشه، إذ عكس بهذا الإسم حياة المواطن السوري اليومية،فمن المجتمع وتفاعله مع مشاكله الأساسية صنع عددا جما من الأعمال الفنية " شقائق النعمان"، "ضيعة تشرين"،"كأسك يا وطن" ،"غربة"، "الآغاي"،"أحلام أبو الهنا"، لتكون خاتمة تلك الأعمال موسومة بآخر إنتاج له "عودة غوار"، هو رجل محترف في عمله ..إنساني في علاقاته مع مجتمعه،"دريد اللحام"عرف كيف يفرض وجوده بمهارته و حنكته في عالم الصورة و الصوت و الإنتاجات التلفزيونية،وعلى هامش المهرجان الدولي الثاني للفيلم العربي الذي احتضنته وهران العام الفارط،كان لنا معه هذا الحوار:
ف.ز.طوبال: بداية كيف كانت قصة دريد اللحام مع التمثيل؟
دريد اللحام:ابتدأت موسيقيا عازفا،لكنني لم أتخرج من معهد الدراما،بل كنت كيميائيا،ولاحظت أن أغلب الفنانين هم من خريجي الكليات العلمية و الصيدلانية،حيث ولدت قصتي مع التمثيل في الجامعة،لما وجدت أن السينما هي صورة حية معبرة عن واقع الإنسان في مجتمعه،وارتأيت أنه بإمكاننا كعلميين،أن نمارس فن التمثيل الذي باشرت به على الشاشة عبر مسلسل "صح النوم"كبدايتي الأولى.
ف.ز.طوبال: شاهدنا عروضا فنية عربية كثيرة،لكنها لم تكن معبرة عما كان يحدث في العالم العربي من حروب أو بمعنى آخر أنها لم تكن متزامنة أو متفاعلة معها،فما رأيكم؟دريد اللحام:طبعا فلقد اندلعت الحرب العالمية الثانية ولم تكن فيه أفلام تعبر عن الحرب و المعركة،فالفن لايعبر بالضرورة عن اللحظة،لأن الفن هو بحاجة إلى التعبير


ف.ز.طوبال:لقد تم اختياركم من طرف منظمة " اليونسيف" لرعاية حقوق الأطفال كممثل عنها في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا،فكيف حدث أن انفصلتم عن المنظمة؟
دريد اللحام: والله أنا تركتها وكنت سعيدا جدا وأنا أفعل ذلك،وأنا بدوري أعمل لصالح الأطفال سواء كنت في المنظمة أم لا،حيث وقفت سنة 2003 إلى جانب الحرب التي حدثت في جنوب لبنان،وأفتخر أنني كنت صديقا للمقاومة،ومساندتي للمقاومين اللبنانيين اعتبره القائمون على شؤون منظمة اليونسيف دعما للإرهاب،وأنا إن خيرتموني بين موقفي الوطني أو بقائي تحت ظل هذا التنظيم العالمي،فأنا أختار موقفي الوطني
ف.ز.طوبال:في إطار اهتمامكم بقضايا الطفولة دائما ومدافعتكم عن حقوقها،ماهو سر هذه العلاقة،أو بمعنى آخر ماذا تحمل لأطفال العالم من أشياء مهمة؟
دريد اللحام: أهم شيء في الأطفال،أن نحترم الطفولة و نحترم رأيها و نحاورها،لأننا اعتمدنا أن نعتبر الطفل شيئا صغيرا لكنه إنسان صغير،بل يجب التحاور معه وسماع رأيه فلقد قمعناه...عندي"دريد"صغير سمع يوما رعدا في السماء فخاف كثيرا وحضنني،وعندما اطمأن قلبه التفت إلى السماء وقال:"ياربي أنا أحبك فلماذا تخيفني"،فالعلاقة بين الإنسان و الخالق هي علاقة حب لا ترهيب وترغيب وهي علاقة محبة وتوعية و إنسانية محضة، لكن هناك من يشوه هذه العلاقة فيحولها إلى علاقة خوف.
ف.ز.طوبال:طيب،غالبا ماتعالجون قضايا سياسية عن طريق الفكاهة و السخرية،لماذا لانعمل أعمالا فنية سياسية مباشرة؟
دريد اللحام:أعتبر أن للفن علاقة بالسياسة ،بل الفن هو عبارة عن أعمال وطنية،أما السياسة فهي وجهة نظر يمكن أن تتفقين معها ويمكنك أيضا أن تخالفينها فأنا داخل في عناصر المواطنة،لأن الإنسان تاريخ وحرية وديمقراطية وعدالة،والتي يجب أن تكون هذه العناصر قانونا للجميع.
ف..ز.طوبال:لكن لماذا الفكاهة دائما في أعمال دريد اللحام الفنية؟
دريد اللحام:لأن فيه ممثلون يطرحون المشاكل الإجتماعية بشكل تراجيدي،وأنا أطرحها بشكل متنوع
ف.ز.طوبال: دريد اللحام و الثورة الجزائرية،كيف كانت العلاقة؟
دريد اللحام:كنت طالبا في الجامعة لما رزقني الله بطفل ،في سنة 1959 أذكر أننا كنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا،وكنا ننشد النشيد الرسمي "قسما" بالإضافة إلى إعجابنا بها وإيماننا بمصداقية قضيتها،وفي زمن السبعينيات تأثرت كثيرا بالسينما الجزائرية وتابعت منذ شبابي أفلامها الثورية.
ف.ز.طوبال:كيف يقيم دريد اللحام واقع السينما العربية؟دريد اللحام: السينما العربية لم تجد هويتها بعد، بل وفقدتها عندما بدأت تقلد الغرب ومن خلال المهرجان الفيلم العربي بوهران،يتهيأ لي أنها ستأخذ مسارا آخر دون أن نخضعها لمقارنة مجحفة.
ف.ز.طوبال: ستكون دمشق عاصمة للثقافة العربية في الدورة المقبلة،ماهو موقفكم من ذلك مقارنة بالجزائر في دورتها السابقة؟
دريد اللحام: هو شيء جميل وجيد، لكن للأسف فقد صارت الثقافة بدمشق كهاجس للنخبة ولاكهاجس شعبي على عكس وهران التي خطت خطوة متألقة جدا لما خرج المهرجان إلى الشارع
ف.ز.طوبال: هل تمكنتم من الإتفاق على القيام بعمل فني عربي مشترك خلال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية بوهران؟
دريد اللحام: ليس بعد، لكن يجب وجود سيناريو لايقوم على أساس تجميع أسماء معروفة من هنا وهناك،فيتحول العمل الفني إلى حفلة أضواء المدينة، مثلا حياة شخص سوري يعيش في وهران يستدعي ذلك التأقلم مع أناس وهران
ف.ز.طوبال: ماذا عن المشاريع؟
دريد اللحام: طبعا هناك مشاريع منها مشروع مسرحي بعنوان"جردة عمر" ومشروع آخر لعمل تلفزيوني
ف.ز.طوبال:هل من رسالة أو كلمة أخيرة؟دريد اللحام:هي ليست برسالة،لكن جميل أن يتعرف الشخص على الجزائر من خلال تواصل مباشر مع أبنائها
حاورته :فاطمة الزهراء طوبال خلال الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران

"أحلم بأن أتكلم العربية و أن أتحدى الصعوبات الخاصة بقواعدها لأنطق ألفاظها نطقا سليما"
حاورتها: فاطمة الزهراء طوبال
منذ عام 2006، عملت الباحثة الأمريكية السيدة"مارتا شوتن" على فتح مصلحة للطلبة الباحثين داخل معهد اللغات الأنجلوساكسونية التابع لجامعة وهران(السانية)، ويدخل ذلك في إطار اتفاقية التبادل الثقافي التي أبرمتها الجزائر مع دول أجنبية،بغرض تشجيع تعلم اللغة الإنجليزية في الجزائر والتي يزداد بها الإهتمام بتعلم لغات أجنبية متعددة،ويعود السبب في ذلك على وجه الخصوص،إلى أن جميع المجالات المهنية تأخذ بعدا عالميا، فلم تعد الشركات الإقتصادية ولا الهيئات السياسية ولا وسائل الإعلام، قادرة على تأدية مهامها الكاملة دون معرفة اللغات الأجنبية. يضاف إلى ذلك الأهمية التي تحتلها اللغة في المجتمع، فهي وسيلة للإتصال و التفاهم بين الشعوب، ولذلك تحاول المؤسسات الجزائرية عن طريق برامج التبادل الثقافي مع بلدان أخرى، جمع الخبرات عن طريق التعاون مع الأجانب، فتجدها تسعى عن طريق دورات اللغة إلى توسيع اتصالاتها مع العالم الغربي، كما أن الأجانب صاروا يبدون اهتماما متزايدا بالجزائر و لغتها. وفي سياق هذا الأخير، استعرضنا حديثا مطولا حول الموضوع مع السيدة "مارتا شوتن" والتي كان لنا معها هذا الحوار:

ف.ز.طوبال: سيدتي المحترمة مرحبا بك في الجزائر

مارتا شوتن: شكرا، أنا فعلا سعيدة لأنني التقيت بصحافية ستترجم حواري معها إلى العربية

ف.ز.طوبال: بداية ، من هي مارتا شوتن؟

مارتا شوتن: أمريكية من مواليد " منفيس"، متخصصة في علم اللغات و أستاذة الإنجليزية

ف.ز.طوبال: هل لك أن تحدثينا عن أهداف قدومك إلى الجزائر و أهم المهام التي تقومين بها؟

مارتا شوتن:قدمت بغرض التبادل الثقافي، والهدف الأساسي لقدومي أيضا، تشجيع البحث العلمي عن طريق رعاية اللغة الإنجليزية، وتكمن مهمتنا في منح المهتمين من جميع أوساط الشعب، الإمكانيات اللازمة لاكتساب معارف تطبيقية عن اللغة الإنجليزية ، كما أن الدورات اللغوية التي نقوم بها في المصلحة، تقدم أيضا للطلبة معلومات عن الشؤون الثقافية للدول الأوربية

ف.ز.طوبال: طيب، كم تستقبلون من طالب في اليوم للقيام بذلك؟ مارتا شوتن: نستقبل حوالي 180 طالبا جامعيا يوميا خاصة منهم طلبة الماجستير الذين يأتون من مدينة معسكر، كما أنني تمنيت أن أستقبل أطفالا صغارا، لأن مكتبتي غنية بقصص الأطفال و الألعاب التثقيفية جلبتها من أجلهم. ف.ز.طوبال:من المؤكد أنّ تلقي دروس اللغة الإنجليزية في الجزائر يختلف عنه في أمريكا، فهل لكم أن تحدثونا عن الفروق؟

مارتا شوتن:أجد أن كلا الطرفين تواقين لتعلم الإنجليزية، إلا أنه في أمريكا تحتل المحادثة الشفهية مكان الصدارة في تعلم دروس اللغة الإنجليزية،لذلك يتزايد الإقبال على تعلمها، أما في الجزائر فنحاول تنمية القدرات اللغوية لدى الطلبة ومساعدتهم على استخدامها على الصعيد العملي، فالجزائريون متفتحون جدا على الثقافات الأخرى.

ف.ز.طوبال: على ذكر الثقافة و اختلافها، كيف تقيمين هذا الجانب في الجزائر؟

مارتا شوتن: أحب كثيرا الثقافة الجزائرية التي تكاد تتقارب و ثقافة " الميسيسيبي"، فالجزائري إنساني بطبعه، لاحظت هذا منذ قدومي إلى هنا، حتى أنني استطعت في مدة قصيرة جدا أن أكسب صداقات عديدة، كما أنني أحب خبزة " الفطيرة"، أضيف إلى أني في حياتي لم أحب تناول لحم الخروف، لكن صرت أحب تناوله الآن.

ف.ز.طوبال: ماهي أهم المدن الجزائرية التي زرتها غير وهران؟

مارتا شوتن: زرت مدينة معسكر، كم أعجبتني طبيعتها المناخية، وكذلك مستغانم و الجزائر العاصمة

ف.ز.طوبال: ماهي أهم المناطق الأثرية أو الشوارع التي أعجبت بها عندنا؟

مارتا شوتن: القديسة كروث و ساحة أول نوفمبر في مدينة وهران، كما أنني أتوق لزيارة منطقة عين الترك، أحس فعلا أنني ببلدي كلما زرت هذه الأماكن.

ف.ز.طوبال: السيدة مارتا شوتن ، هل من كلمة أخيرة؟

مارتا شوتن: أحلم أن أتكلم العربية و أن أتحدة الصعوبات الخاصة بقواعدها الغوية لأنطق ألفاظها نطقا سليما

ف.ز.طوبال: السيدة مارتا شوتن، رئيسة مصلحة التبادل الثقافي بمعهد اللغات الأنجلوساكسونية شكرا جزيلا لك

مارتا شوتن: شكرا، ومرحبا بكم عندي في مصلحتي

مقــابلـــــــــــــة ثقافيــــــــــــــــــــة



مقابلة ثقافية مع أسد الشاشة الجزائرية "سيد علي كويرات"
"الساحة الفنية الجزائرية تعج بدهاة يحاولون تشويه صورتها الحقيقية"
أجرت الحوار:فاطمة الزهراء طوبال


يعتبر الممثل الجزائري " سيد علي كويرات " من الأسماء الفنية اللامعة التي تميزت بها الساحة الثقافية الجزائرية...
فهو ممثل له خصوصياته المعبرة عن كبرياءه الأسطوري الذي يعكس هيامه للثورة الجزائرية المجيدة،فهو الذي يذكر له جمهوره عبارة ثورية يحمل في طياتها كنز عظيم من كنوز عظمة الشخصية الجزائرية المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم و التي لا تزال إلى حد الآن راسخة في أذهاننا "علي موت واقف"...
أنتج سيد علي كويرات العديد من الأعمال المسرحية و السينمائية فتحصل إثرها على عدة جوائز وطنية و على رأسها جائزة "السعفة الذهبية" التي حصدها نتيجة إنتاجه لفيلم " سنوات الجمر " الذي دخل باب المنافسة في "مهرجان كان الدولي " وكذا حصوله على جائزة الفنك الذهبي لأحسن أداء رجالي.
ولد سيد علي كويرات سنة 1933 ومع 1950 إلتحق بالمسرح الوطني إلى جانب فنانين عظماء أمثال مصطفى كاتب و محي الدين بشتارزي ، فتألق سنة 1963 مع أول فيلم له مقتبس من مسرحية أبناء القصبة و التي أخرجها "مصطفى بديع".
هذا الفنان المتضلع في الإنتاج الفيلمي العربي والذي كتبت له الأقدار أن يكرم في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران في طبعته الثانية ، كان لطيفا في حواره معنا حيث تكلمنا معه على الإنتاج السينمائي و الواقع الثقافي الفني الجزائري و حصاد ماشهدته الجزائر جراء تنظيم المهرجانات الدولية في مختلف المجالات الفنية كما تحدثنا معه عن مستقبل الشباب الذي لابد له من أن يحمل المشعل الثوري الذي حمله منتجين كبار أمثال أحمد راشدي و مصطفى العقاد رحمه الله فكان لنا معه هذا الحوار:
المنتدى الصحافي: غالبا ما تشكل الشخصيات الفنية المفقودة خلال التظاهرات الثقافية الدولية محورا هاما من محاور الإدارة المنظمة للفعل الثقافي العربي لما قدمته من إثراءات نموذجية صارت فخرا لانتماءنا العربي و ديننا الإسلامي و من بينها شخصية العقاد التي حازت اهتمام المشاركين في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران،فكيف تنظرون إلى واقع الإنتاج السينمائي العربي الحالي بالمقارنة مع إنتاجات العقاد رحمه الله؟
سيد علي كويرات :في واقع الأمر لم أكن أعرف مصطفى العقاد إلا من خلال إنتاجه الذي جعلني أحترم هذا الأب الراحل و أفتخر بعمله الفني كافتخاري بلخضر حامينا و أحمد راشدي ، أما عن سؤالك الخاص بنظرتي إلى واقع الإنتاج السينمائي العربي الحالي فإني أقول لك بأن شبابنا بمقدرته أن ينتج أكثر مما أنتجه العقاد و غيره من المنتجين العظماء ، فلا يكفي أن تفتخري بما قدمه هؤلاء فحسب بل لابد لك أن تعايشي الواقع و تفهميه و قد عشت سنوات و سنوات مع الفن وتعرفت على منتجين كبار و يكفيني فخرا أيضا أنني اخترت من طرف مخرجين عالميين أمثال يوسف شاهين الذي قدم لي دور " عودة الابن الضال ".
المنتدى الصحافي: ماهو تقييمكم لتظاهرة المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية؟
سيد علي كويرات: كل تظاهرة سينمائية لابد من الترحيب بها ، فالفعاليات الثقافية الجزائرية لاتزال متواصلة حيث أعطتنا الفرصة للاحتكاك و التلاقي و التعبير أيضا مثلما تفعلين أنت حيث منحتني فرصة الاحتكاك مع صحفيين من وهران.
المنتدى الصحافي:ماهو حصاد ماتقيمه البلاد من مهرجانات في السنوات الأخيرة؟
سيد علي كويرات: لست أدري ماأقول،فسنوات السبعينيات كانت على أحسن ماهي عليه الآن فالجزائر في فتراتها السابقة كانت في مقدمة كل المعارك الفنية وكانت تسمى بقبلة الثوار مثلما كنا نسميها مكة أيضا أما الآن فلا أعتقد بأننا نسير في الطريق الصحيح.
المنتدى الصحافي : طيب ، كيف كان إحساسكم وأنتم تكرمون من طرف إدارة مهرجان الفيلم العربي؟
سيد علي كويرات:إن هذه إضافة نابعة من الذين أحسنوا تقييم ماقمنا به من أعمال سينمائية رائدة،فالموهبة هي التي تكون لحظات سينمائية لا تنسى.
المنتدى الصحافي:دعنا نقارن المشهد السينمائي العربي بالمشهد السينمائي الأوروبي و الأمريكي ، أين تجدون الفرق وهل يمكننا الارتقاء إلى مستوى الاحترافية في الإنتاج السينمائي كالتي وصل إليها الغرب؟
سيد علي كويرات: السينما هي عرض و إني في حقيقة الأمر لا أشاهد السينما العربية إطلاقا بقدر انشدادي للأفلام الغربية،فهناك فرق كبير بين الجانبين لكن يمكنك القول بأننا نستطيع أن نحترف في المسرح لكن أن نكون احترافيين في السينما لا يمكننا ذلك ، فالمسرح مدرسة أما السينما فهي مجرد انجذاب أو تأثير لاغير.
المنتدى الصحافي:لو عرض عليكم التمثيل مع فنانين مبتدئين،هل تقبلون بالعرض ؟
سيد علي كويرات:بالطبع ، فكيف نريد من الشباب أن يحترف في السينما ونحن لا نضع أماه متضلعين في الفن مثل العربي زكال أظن أن من له خبرة ستون سنة عمل إنتاجي فهو بمقدرته أن يربي الشباب على الاحترافية في العمل.
المنتدى الصحافي: ماذا عن مشاريع سيد علي كويرات المستقبلية؟
سيد علي كويرات:حاليا،إني بصدد تصوير إنتاج فيلمي مع المنتج لمين مرباح يحمل عنوان "دارنا لقديمة " إنه طبعا عبارة عن مسلسل تلفزيوني كما أنني أنهيت آخر عمل لي مع المنتج المرشيدي يحمل عنوان " الأجنحة المنكسرة".
المنتدى الصحافي: هل من كلمة أخيرة؟
سيد علي كويرات: مجتمعنا مليء متسولون يثيرون فيك الشفقة بيد أنهم لا يستحقونها تماما و الأمر ينطبق على بعض الأشخاص الذين يعملون باسم الفن وليست لهم علاقة به فحذاري لأن الساحة الفنية تحمل دهاة يحاولون تشويه صورتها الحقيقية في خارج الوطن و بداخله كذلك، لهذا لابد لنا من محو الصورة السوداوية من الفن الجزائري خاصة ونحن نعيش زمنا عسيرا يطاله نسيان رموزنا الثقافية و النسيان يجعلنا بلا معالم .
حاورته:فاطمة الزهراء طوبال

22‏/08‏/2009








لماذا يعزف شبابنا عن العمل في المجال السياسي؟
غياب التوجـيه... الفـراغ السياسي وجمود العمـل الحزبي وراء الظاهـرة

فاطمة الزهراء طوبال

Toubal.zohra@yahoo.fr
ظل النظام السياسي بالجزائر يواجه على امتداد سنوات متاعب بالجملة، ومصاعب اقتصادية واجتماعية وسياسية في علاقته مع الشباب، ويعود السبب في ذلك إلى انعدام جسور التواصل بين الجانبين، باعتبار أن السياسيين لا يمنحون الثقة للشباب، ويستنجدون بهم ظرفيا كواجهة مناسباتية فحسب. فقد سعت بعض الجهات، جاهدة وبكل الوسائل إلى إفراغ الوضع السياسي من مختلف التوجهات السياسية المعارضة لها، وبالتالي فإن عزوف الشباب الجزائري عن الفعل السياسي يبدو طبيعيا لأنه نتيجة منتظرة لتوجه عام ساد على امتداد سنوات كان فيها الصراع السياسي مطبوعا بالتحكم في السلطة دون إمكانية تداولها بأي وجه من الأوجه. وبذلك يحمل البعض المسؤولية للدولة في هذا الصدد، لاسيما وأنه في السابق كان هناك تكريس واضح لعزل الشباب والحيلولة دون مشاركته في الساحة السياسية، وقد زاد الطين بلة عجز الأحزاب السياسية، وقصورها وعدم تمكنها من جذب الشباب إليها، ما أحبط أي مساهمة للشباب الجزائري في الحقل السياسي.
ومن هنا نطرح السؤال، إذ كيف نفهم ظاهرة عزوف شبابنا عن العمل السياسي في الوقت الذي كان فيه الإقبال على الأمر ضخما ومتحمسا وكانت الجامعات الجزائرية في سنوات السبعينيات فضاءات للتلاقي وتنافس وتشابك مختلف التيارات السياسية؟ أما الآن فهناك الكثير من التساؤلات عن المقاطعة أو القطيعة مع العمل السياسي بين فئات الشباب . أيهم ظل عازفا عن الآخر هل أحزاب السياسة أم الشباب؟ لماذا يختص بعض الشباب في السياسة و لا يحترفون العمل السياسي؟
جمود الأحزاب و تراجعها ينفر الشباب عن العمل السياسي
توجهنا بتساؤلاتنا هذه نحو الفئات الشابة و المثقفة علنا نجد أجوبة شافية عن الموضوع، وبعد دردشة مع طلبة معهد العلوم السياسية والذين تجاذبت نقاشاتهم بين القائلين بأن نفور الشباب عن العمل السياسي أصبح واقعا معاشا، بفعل عوامل مرتبطة بما أصبح شائعا حاليا باحتكار الزعامات الحزبية للعمل السياسي وعدم تجديد النخب، وعقم العمل الحزبي مما جعل مجال استقطاب الشباب عصيا على الأحزاب، التي أصبحت منعزلة ولا تكاد تستقطب سوى أعداد قليلة من المنخرطين الجدد. كما أن هناك عوامل أخرى جعلتهم، ين
صرفون عن العمل الحزبي و الجمعوي الانصراف والاهتمام أكثر بالعمل التجاري. وهناك من يرى بأن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية في المجتمع يعود عامله إلى التفكير بالهجرة و الانبهار بالجنة الساحرة التي يراها خارج الأوطان عبر الفضائيات المختلفة فواكبتها زيادة إقبال محاولة الشباب على السفر إلى الخارج، خصوصا الدول الأوروبية، بهدف تحقيق الثراء السريع من جانب ومن جانب آخر، أنهم تأثروا بالأفلام الأجنبية، والقصص التي رواها لهم نفر قليل ممن سافر للخارج، وعاد غانما، بعدما استقر هناك منذ سنوات وتزوج من أوروبيات. كما فهمنا بأن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية يعود إلى جمود الأحزاب السياسية نفسها وتراجع دورها في الساحة السياسية وفي حياة المجتمع .
استبيـــان للــرأي
(م. م،30 سنة، طالب في معهد العلوم السياسية) يقول إن العديد من الشباب أصبحوا يعتقدون بلا جدوى الانخراط في الأحزاب، طالما أن الديمقراطية الداخلية للأحزاب لم تترسخ بعد، وطالما أن الجو العام السائد داخل الأحزاب لا يوفر أي هامش للعمل السياسي البناء والمثمر المبني على تفجير الطاقات والاستفادة من المواهب التي يزخر بها الشباب، كما أن التوجه إلى اختيار العمل الفني أو الممارسة التجارية لا يعني انصراف الشباب عن الشأن العام، على اعتبار أن العمل المكسب للمال يعود عامله إلى الأوضاع الاجتماعية المتردية التي آلت إليها مجتمعاتنا مؤخرا، من بطالة و فقر جعلته يهرع إلى المساهمة في محاربة الظواهر الاجتماعية السلبية، فضلا عن أن العمل السياسي يمكن الشباب من تأكيد ذواتهم بالعمل في ما يدر المصلحة الوطنية للمجتمع الجزائري.
الشعارات السياسية تقلق شبابنا
و الملفت للانتباه أن عددا متزايدا من الشباب في الجزائر أصبحوا، في الوقت الراهن، يتوجهون نحو العمل التجاري أو الفني، وينبع تفضيل لهذين الاتجاهين، مما يُتيحاه له من فرص للتعبير عن الذات والكشف عن الطموحات وإبراز الطاقات الكامنة فيهم. فالشعارات السياسية صارت تقلق شبابنا، في الوقت الذي يحرصون فيه على الرغبة في فرض النفس وتفجير طاقاتهم وإبراز مواهبهم وتحقيق الذات، والرغبة في طرح الإشكالات بحرية ودون قيود .
وفي هذا السياق، يؤكد (ع. ع موظف) أن عزوف الشباب عن الممارسة السياسية سببها فقدان الثقة في الأحزاب السياسية مما جعل نسبة كبيرة منهم لا تمارس السياسة. وذكر أيضا عوامل اجتماعية حادت دون تطلعه للأمر مثل شيوع الانتهازية و البيروقراطية و الاستغلال، كما أنهم أصبحوا يحسون أنه لم تعد لهم مكانة في الساحة السياسية نظرا لاحتكار الزعامات لقيادة الأحزاب، فلا يجدون أنفسهم أنهم سيداومون على هذا العمل في المستقبل مما أدى إلى عدم الاهتمام بالعمل السياسي عموما. وهذا لا يعني أن الشباب غير مُسيسين، بل بالعكس، لكن يمكن القول أن الشباب لم يعودوا يحسوا أن لهم مكانة في هذا المجال. ثم إن التطلع إلى الممارسة السياسية تبقى مرتبطة بنزعتين إما لغرض الواجب نحو حماية المصلحة الوطنية دون مقابل وإما لتحقيق منفعة ذاتية والتطلع إلى النفوذ والكسب السريع.
يقول بن سليمان عبد القادر(34 سنة، مواطن) إنّ موضوع الشباب يطرح مسألة الآفاق والمكانة التي يفتحها المجتمع للأجيال الشابة. فعندما يشعر الشاب أنه يعيش في مجتمع يحسن الإنصات إليه ويمنحه الاهتمام المستحق والرعاية اللازمة، فإنه ينخرط بحماس في العمل السياسي أو الجمعوي، فأهم موارد المجتمع البشرية هي الموارد الشابة، التي ينبغي الاعتناء بها، فالشباب يتميزون بطاقة هائلة يسعون إلى تفجيرها والتعبير عنها، وعندما لا يجدون متنفسا لهم، فإن ذلك يدفعهم إلى الانصراف و العزوف عن العمل السياسي.
تقزيم القضايا و سقوط الأفكار أنفرت شبابنا عن العمل السياسي
عباسة الجيلالي(أكاديمي)
في البداية يوضح الأستاذ عباسة الجيلالي أن ظاهرة العزوف هذه، أضحت عالمية وليست حكرا على الشباب العربي وإن كانت تبدو متضاعفة وتحتكم إلى أسباب تختلف في معظمها عن أسباب انخفاض الإقبال على العمل السياسي في البلدان الأوربية والعالم الغربي بشكل عام، وتتمثل الأسباب المشتركة والعامة حسب المتحدث في سقوط الأفكار الكبرى وتلاشي سطوة الايدولوجيات، التي كانت تؤطر عقول الشباب، وبالتالي تشكل لهم خياراتهم والقضايا ذات الأولوية في الدفاع عنها منها:
أولا كما يقول عباسة: عزوف الشباب عن المواقف السياسية يشكل ظاهرة، لكنها ليست بظاهرة محلية بل هي ظاهرة عالمية، ففي كل العالم هناك عزوف عن العمل السياسي. و يضيف الأستاذ متسائلا لماذا نمارس السياسة. يجيب في ذات الوقت لأمرين اثنين، إما لدافع و إما لحافز، وإما لقضية معينة، إما قضية وطنية، أو قضية قومية، إما لقضية سياسية نمارس السياسة من أجلها، أولحافز أو طموح لتحقيق مزايا أو خصائص في العالم كالقوة و السلطة و النفوذ.
في السبعينيات يستطرد المتحدث قائلا: كانت الجامعة الجزائرية فضاء للتكوين السياسي نجد فيها من شيوعيين وإخوة مسلمين و كنا نسأل عن قضية فلسطين وغيرها من القصايا العربية واليوم نلاحظ سقوط الأفكار الكبرى وتراجع الإيديولوجيات الكبرى، ولا أحد يهتم بقضية فلسطين. لماذا؟
لأن على الجانب الآخر أصبحنا نسمع من الإعلام الغربي والإعلام الإسرائيلي، كنا نتسمى بالقضايا القومية والقضايا العربية التي أصبح تناولها بمنظور "القضية القطرية" أي (تقزيم القضايا) فلا يعد يهمنا ما يجري في المغرب ولا يهمنا ما يجري في تونس وما يجري في مصر، بل أصبح كل ما يهمنا ما يجري في الجزائر فقط، ثم حدث ما يسمى بالإعلام "عولمة الإعلام" والمشاكل التي يعيشها الشباب، فهناك شباب همه الوحيد قضايا مثل الزواج، وشباب آخر همه الحصول على السكن أو تلك الاحتياجات اليومية التي لم تترك فرصة للشاب من أجل التفكير في العمل السياسي،
ومنذ مدة، يضيف ذات المتحدث قائلا: تابعت القناة المصرية،حيث أن وزارة القوة العاملة جمعت استبيان للرأي توصلت إلى أن 88 بالمائة من الشباب ينوي الهجرة، هذا دليل أن في مصر حدها هناك نسبة 88 في المائة تحاول الهجرة هذا يعني ليس لها اهتمامات سياسية فيما يجري في الوطن. لماذا؟
لأن الشاب في البيت صار يتابع الفضائيات فيشاهد هناك أحلام الجنة الساحرة في الغرب و يرى الحرية في الغرب، لكنه يصطدم بواقع آخر تماما، والشاب في العالم العربي يشكل ثلثي المجتمع. إذن فكل هذه القوة أصبحت قوة اجتماعية سلبية ليس لها دور في المجتمع وهنا نضع الأنظمة في موقع الاتهام لأن لها دور كبير في إفراغ فئة الشباب وإبعادها عن العمل السياسي حتى لا تشكل هناك معارضة قوية لتلك الأنظمة التي انتهجت مسار الدكتاتورية. وفي كل الحالات لا يمكن القول هذا بأن نظام العراق كان نظام دكتاتوري لأنه النظام الوحيد الذي أعطى قيمة للعلماء وجند طاقات الشباب. فهناك فرق بين صدام حسين وحسني مبارك و الفرق بينه وبين القذافي الذي بقي مدة طويلة في الحكم وكذا الفرق بينه وبين حاكم العرش في سوريا ؟
نحن نرى عزوف الشباب الجزائري عن الانتخابات الأخيرة، وتابعنا كيف كانت هناك فئة قليلة منهم توجهت إلى صناديق الاقتراع بسبب المشاكل التي ذكرناها سابقا و العزوف هذا في مجمله هو ظاهرة عالمية وليس وطنية كما أشرنا.
بعض الجمعيات والمنظمات الطلابية هي وكر لترويج العمل الحزبي بدل السياسي الوطني
تأسست الجمعيات الإتحادات الطلابية و الشبانية من أجل نشر الوعي السياسي، وتعزيز المشاركة السياسية للشبان، وكثيرا ما كان يجري حظر العمل الحزبي في مثل تلك المراكز باعتبارها ذات طابع وطني، وليست مكانا للنشاط والعمل الحزبي. لكن غالبا ما أصبحت بعض الجمعيات مجالا للترويج لحزب سياسي ما، بدلا من أن تكون مؤسسات للبناء الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي، مع العلم أن هناك فارقا بين العمل الحزبي والعمل السياسي الوطني.
إن غياب التوجيه وعدم لعب القوى السياسية أي دور في رعاية الشباب، أو تثقيفهم سياسيا، دفع بالآلاف منهم للجلوس على مقاعد المقاهي، وقتل الوقت فيها بدلا من الاهتمام بقضاياهم الأساسية. فسادت حالة الإحباط العامة التي أصبحت تعصف بشبابنا، ومع غياب الأمل تولد لديهم الشعور باللامبالاة.
وهناك أسباب أخرى دفعتهم إلى الصمت و التفرج على الأحداث منها الخوف من القمع والمحاسبة، والاعتقاد بعدم جدوى الكلام لأنه يذهب مع مجرى الرياح، ويظل حبرا على ورق .
وكما أن الافتقاد إلى مهارة القيادة لدى كثير من الشباب وعدم امتلاكه ثقافة عامة سياسية ترعى عقولهم وتصونها وتبعدهم عن منحدر الطريق كانت من أسباب ذلك العزوف.
ف.ز.طوبال

21‏/08‏/2009

حـــــــــوار ثقــــــــــــافي مـع الفنـان المغـربي محمـد مفتـاح


إننا نرى الآن دراما قادمة بقوة هي الخليجية...لكن ليست العربية"

حاورته: فاطمة الزهراء طـــوبال

" محمد مفتاح" من الفنانين المغاربة الذين بدأوا مسيرتهم الفنية على خشبة المسرح بالدار البيضاء منذ الستينيات، وفي السبعينيات دخل عالم السينما من بابه الواسع، بعدما اطلع على الفن الأوربي بباريس، فكانت بدايته منذ 1973 كممثل في فيلم " موضوع مستحيل" لمخرجه جون فرانكهايمر .هذا، وقد أدى دورا في فيلم " الرسالة" كما مثل في أفلام طويلة عدة منها " أصدقاء وجمال مبعثر" و " طنجة"، ناهيك عن تصويره لأشرطة سينمائية قصيرة مثل " الهايم" و " الحفاة" وعلى هامش المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية بوهران، كان لنا معه هذا الحوار:

ف.ز.طوبال: كيف كانت بدايتكم مع التمثيل؟

محمد مفتاح: أنا من مواليد 1946 بالدار البيضاء، بدأت تقريبا منذ القسم الإبتدائي لما كنت في التاسعة من عمري، كان أساتذتنا يشجعوننا على التمثيل خصوصا حفل نهاية السنة الدراسية، إذ كنا نعمل تمثيليات و أناشيد وكنا مولعين بالمطالعة خاصة القصص العربية كقصص الحيوانات المرضى بالطاعون، وبعد ذلك أصبحت في مسرح الهواة إلى غاية سنة 1964 ومع 1965 احترفت مسابقة التمثيل من أجل ضم عناصر لفرقة المسرح البلدي بالدار البيضاء التي كان يديرها الأستاذ الطيب صديقي، ومعه عرفت الجزائر، حيث زرنا مواقع سياحية مهمة في كل من وهران،تلمسان،باتنة ، تيارت،سكيكدةنسيدي بلعباس،كما شاركنا في مهرجان تيمقاد ، ومنذ ذلك الحين صرنا نزور الجزائر كل سنة.

ف.ز.طوبال: ماهو عدد الأعمال الفنية التي قدمتموها خلال مشاركتكم في المهرجانات الدولية داخل الجزائر و خارجها إلى حد الآن؟

محمد مفتاح: لا أذكر فأنا من مواليد 1946 و أول فيلم سينمائي قصير لي كان موسوما ب" البراق" لعبد المجيد درشيش، حيث أنتج سنة 1969 باللون الأسود و الأبيض،وطابت لي المشاركة أيضا في السينما العالمية سنة 1973 خلال مشروع objet impossible للمخرج الأمريكي فرانكهايمر، كنت حينها لاأعرف التمثيل أمام الكاميرا مع أولمبيات الممثل الإنجليزي، إلا أن إسمي لم يدرج في لائحة المشاركين في الفيلم بطلب من منتج الفيلم اليهودي الذي لم يقبل كتابة اسم " محمد" في اللائحة التقديمية للمشاركين، لكن بعد ذلك استدعاني المخرج ذاته سنة 1991 إلى لوس أنجلس، عاينت بها عالم السينما وشاركت خلالها في فيلم " ريح التوسان" لمخرجه جيل بيهات و " أرتيكيلو2" لموريزيوزكارو عام 1993 فتقمصت على إثره شخصية البطل.

ف.ز.طوبال: ماهو أفضل إنتاج فني يفتخر به محمد مفتاح؟

محمد مفتاح:لا أعرف الأفضل...لكنني كثيرا ماشاركت في الأفضل و الأسوأ...فالأفضل الفيلم الإيطالي " البند الثاني" لمخرجه موريزيو زكارو، فقد كان الفيلم أجنبيا،لكنني مثلت فيه دور شخصية جزائرية وفزت على إثره بجائزة فينيس 1994 كان فيلما جميلا جدا منحني الثقة في إمكانياتي الفنية.

ف.ز.طوبال: ماهي أهم المواضيع التي عالجتموها خلال أعمالكم الفنية؟

محمد مفتاح: كانت نصوصا أنا غير مسؤول عنها، والشركة المنتجة هي التي كانت تعطيني النص، فأنا أمثل أي عمل فني ولاأكره.

ف.ز.طوبال: كيف تنظرون للفن العربي مقارنة و قياسا بالدول الأجنبية؟

محمد مفتاح: الفن العربي منقسم إلى ثلاثة أقسام: دراما مغاربية، دراما مصرية، ودراما سورية و خليجية وهي قريبة بقوة لإمكانياتها المادية، ومن المستفيد أن جاءت الآن الدراما السورية بطفرة جديدة وقوية،وإننا نرى الآن دراما قادمة بقوة هي الدراما الخليجية لكن ليست العربية، فالدراما العربية غير موجودة لأنه ليس فيه تواصل أو تكامل،ليس فيه اتحاد.

ف.ز.طوبال: لماذا في رأيكم؟

محمد مفتاح: لأننا بالنسبة للسياسيين نطرب الحي ولانطرب العالم، وكل مايأتي من الغرب هو كامل وراشد، هذا مايؤرقنا فعلا نحن العرب.

ف.ز.طوبال: هل تطمحون إلى عمل فني مشترك مع فنانين جزائريين؟

محمد مفتاح: بالطبع، لأنه أهم شيء في التكامل من أجل مواكبة السينما العالمية، فنحن نستطيع تقديم الأفضل ولما لا.

ف.ز.طوبال: هل من كلمة أخيرة؟

محمد مفتاح: أولا أحيي الجزائر التي استضافتني في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية و بالخصوصو أهل مدينة وهران وكذلك منظمي دورة المهرجان، وجمال الإستقبال، ولنضرب موعد اللقاء في مهرجان آخر إن شاء الله

تحقيـــــــــــق إجتمـــــــــــــــــــــــاعي


عندما تسمى مخابز و مقاهي بأسماء العلماء و الفقهاء

هل يفعلون ذلـك استهزاء بأعلامـنا أم نقصا في الوعي الديني و الوطني؟
فاطمة الزهراء طوبال

Zohra.Toubal@yahoo.fr
بعدما كانت أسماء العديد من علمائنا و شهدائنا وفقهائنا مقدسة في سنوات الستينيات و الثمانينات و كان الإمام الشافعي و شهاب الدين عمر السهر وردي ( ت 632ه ) والحسن البصري( ت110ه ) ، و المالكي و الشهيد العربي ابن المهيدي و العلامة ابن خلدون يشكلون رمزا لذاكرتنا و صورة عن شخصيتنا و لعبت المدارس الدينية و المساجد و الزوايا دورها في محاربة البدع و الأباطيل و في الرفع من مقام هؤلاء الأعلام باعتبارهم أولياء الله الصالحين ،انقلب الزمن على أعقابه خاضعا للتغييرات التي أفرزتها العولمة في تغيير العديد من العادات و التقاليد و حتى المفاهيم.
أصبحت المحلات التجارية غير الثقافية و المسماة بتسميات في غير محلها استهانة بأعلامنا تشكل جدلا عميقا بين أوساط المثقفين في الفترات الأخيرة و الذين استنكروا ظاهرة اختيار تسميات المحلات بأسماء الأعلام في أماكن غير لائقة بمقامهم.
هذا، وقد صارت تسميات المحلات التجارية للأعلام تقتنى وللأسف بكل عشوائية وذلك إما لجهل في ذاتية التاجر أو لعدم تفطنه أنه فعل ذلك مهانة بهم، وانطلاقا من كل هذا أصبح الإقبال على انتقاء مثل هذه التسميات في تزايد مستمر ويعتبر شارع العربي بن مهيدي و حي سيدي البشير ودار البيضاء من الشوارع التي تحوي محلات الحاملة لهذا الاسم فمقهى الشهيد العربي بن مهيدي في وسط المدينة و مخبزة ابن خلدون بالدار البيضاء و مقهى الشافعي و ابن سينا في حي سيدي البشير..
الأمر الذي دفعنا لطرح عدد جم من الأسئلة،فلماذا تم اختيار هذه التسميات بالذات؟أيفعلون هذا استهزاءا بأعلامنا؟أم هو نقص في الوعي الديني والوطني؟أم أن الأمر لايتعدى قضية اختيار اسم لمحل ما من أجل التسمية وفقط؟
تساؤلات كثيرة قادتنا للنزول عند بعض أصحاب المحلات التجارية بوهران بغية معرفة سبب اختيار هذه التسميات بالذات؟وطلبا للحد من ذلك كون أن تحديد المفاهيم صار ضرورة حتمية لصيانة أمجاد الأفراد و الجماعات و الشعوب ، فإن اختلفت من جماعة إلى أخرى و من شعب إلى آخر.فإن لكل شعب أو جماعة نسقه و مفاهيمه الخاصة به.فالمفاهيم في أساسها تعتمد على اهتمام كل شعب أو جماعة.
هذه الأعلام لابد وان يتم تعليمها لكل الوافدين على تلك الجماعة أو الأمة حتى يستطيعون فهم قيمة ما خلفته لنا من تراث إسلامي عريق و حتى لا يكون خارجا عن نسقها أو طريقها. و كل مولود جديد يتم تلقينه قيمة شخصيتهم الموقرة ليحافظ على إرث أفراد جماعته، وأن يتعلم كل واحد منا أن العالم الذي نحن بصدد الذود عنه الآن قد كان بعلمه هذا مخرجا أمتنا من ظلامها إلى نورها وبيده مقاليدها وتصريف أمورها وله ترجع السلطات الزمانية والروحية، وينتخبه وجوه المدينة وزعماء المذهب وشيوخ الدين بحرية من غير مبالاة ولا تقاليد، ولا ولاء في قرابة أو صداقة أو سلطان، يراعون فيه المعرفة والدراية والتحنك والدهاء والعدل والإنصاف .
فإن نحن صمتنا على الذود عنهم، هل سيحاسبوننا على غفلتنا؟ وهل سيهتم الناس حقا بهذه المحاسبة لاحقا؟ أم كل ما يريده الناس هوالسعي وراء تحقيق منفعة مادية فحسب.
رأي مديــر التجـارة
وللغوص في حيثيات الموضوع تنقلنا إلى مديرية التجارة حيث كان في استقبالنا السيد معزوزي لخضر مدير التجارة لولاية وهران و الذي أفادنا بأن مديرية التجارة لاعلاقة لها بموضوع اختيار التسميات للمحلات التجارية،وإن كل تاجر يعزم على فتح محل تجاري ما، إلا وله حرية اختيار اسم المحل الذي يراه مناسبا له.
وبالتالي فالمديرية هي مصلحة من مصالح الدولة المكلفة بتنظيم و تسيير أمور هذا القطاع باعتبارها هيكل تنفيذي و مصلحة خارجية للوزارة المعنية تمثل قطاعها على مستوى الولاية فحسب.
رأي مالك محل تجاري
ولأخذ وجهة نظر أخرى كنا قد توجهنا إلى صاحب محل تجاري بوسط مدينة وهران حيث استقبلنا السيد بن إسماعيل بن نوري، مالك مكتبة ثقافية ونظرا لخبرته في الميدان التجاري أفاد بأن للتاجر الحرية التامة في اختيار اسم محله حيث لاتتدخل مديرية التجارة في إجباره على انتقاء اسم ما.
وفيما يخص وجهة نظره كمثقف، حول تسمية المحلات بأسماء العلماء يجيبنا بن إسماعيل قائلا أن القضية هي قضية وعي ثقافي وديني في نفس الوقت وعلى التاجر أن يعي مدى أهمية هذه الأعلام حتى يضع تسميتها في موضعها الصحيح تجنبا للإساءة إليها، فإذا كان المحل عبارة عن مكتبة ثقافية فلا بأس من ذلك لكن إذا كان المحل خاص بمقهى أو مطعم فعلى المالك احترام الشخصيات و الرموز الفكرية الدينية والوطنية .
رأي مواطن
تقترن المفاهيم عادة بما يتفق الشعب الاصطلاح عليه ولا تتحدد إلا وفق خبراته و معارفه،ومن الشعب تتشكل القضايا ومنه نرى ماجمعه فيه التاريخ و العادات و التقاليد من مزايا، ولهذا أردنا أن نفهم من رأيه الدافع الذي يجعل هذا التاجر ينتقي لمحله تسميات في غير محلها،فصادفنا السيد أسامة بصفته مواطن جزائري والذي أدلى علينا بالتصريح الآتي:
" في واقع الأمر أن أغلب التجار يقومون بتسمية محلهم دون وعي منهم لكن لا أعتقد أنهم يستهينون بالعلماء وإلا فلما يسمون أملاكهم بما يرمز إليهم لكن ينبغي عليهم فقط أن يستوعبوا ماهم مقدمين عليه حتى لانثير الشكوك و الشبهات فيما بيننا"
هل من قانون يحد من الاستهانة بأسماء الأعلام؟
إن غياب الوازع الديني بمفهومه الواسع هو السبب الذي أوصل أجيالنا إلى هذا الوضع الناتج كذلك عن عدم نضج ثقافي ووعي بالانتماء إلى الحضارة الإسلامية يفرض على الناس تقديس ما قدسه الأجداد من قبل، ذلك أنه من علامات التقهقر الحضاري والتراجع الثقافي، ومن العلامات الدالة على الانفصام والشخصية المهزوزة السقيمة، المتاجرة بالتاريخ والتراث والثقافة، بل إنا نعتبرها من أخطر الأمور والقضايا التي تجب محاربتها والقضاء عليها. ونحن كصحافيين و مثقفين ننص القائمين على شؤون البلاد أن يضعوا مادة وقانونا يمنع تسمية محل تجاري باسم أحد الأعلام الأجلاء حتى لا يكون الأمر عبارة عن موضة يتوارثها الخلف عن السلف.
أحياء وهران تسمى بأسماء لا معنى لها
أفرز التزايد في الكثافة السكانية انتشار الأحياء الفوضوية وكذا تبعثر التجمعات السكانية بوهران الأمر الذي أدى إلى حدوث انفصام في المجتمع الجزائري نتج عنه إقصاء وتهميش عدد من هذه الأحياء،وكذا إطلاق تسميات لا معنى لها مثل حي شطيبوا و دوار المراركة و الحاسي مع العلم أن المتوافدين على هذه الأحياء هم إما ضحايا الإرهاب أو ضحايا الأزمة المعيشية التي أفرزتها سنوات الثمانينات و التسعينات وكل مانميزه عليها أنها وكر للمدمنين والمجرمين تكثر فيها الآفات الاجتماعية.
إلا أن الدولة الجزائرية بدأت تتدارك الوضع شيئا فشيئا في السنوات الأخيرة لتطلق تسميات ذات ميزة حضارية على كل من حي الياسمين و الصباح و حي النور بهدف إعطاء الالتفاتة للمقصيين الذين خلقوا لنا انقساما داخل المجتمع الجزائري الواحد.
ف.ز.طوبال

بعد خروجه من المخاض الذي ولجه منذ انهيار حلف وارسوا



الدب الـروسي يعود إلى الواجهة

فاطمة الزهراء طوبال
Toubal.zohra@yahoo.fr



عادت روسيا إلى واجهة المسرح الدولي بدبلوماسيتها التي أخذت تظهر دينامكية متنامية إزاء الأزمات التي بدأت تهز مناطق عديدة من العالم في المياه الدافئة بالخليج و البحر الأحمر، حيث تحولت موسكو إلى طرف نشط مدافع على كل الجبهات من إيران إلى فلسطين،ومن مياه الخليج إلى سوريا و لبنان مرورا بالعراق إذ لم تعد الوزارة الروسية الخارجية قسما ملحقا بوزارة أمريكا الخارجية بل هي تسعى لاستعادة مواقع النفوذ بصفتها قوة عظمى لها دور رئيسي في مجلس الأمن الدولي. الدب الروسي يفرض وجوده على الساحة الدولية...
عباسة الجيلالي يصرح لنا:
وللغوص في حيثيات الموضوع إلتقينا بالأستاذ الجامعي و الباحث في الإعلام عباسة الجيلالي حيث اتصلنا به بصفته كمدير لمكتب وكالة الأنباء الجزائرية بموسكو، فأجاب مشكورا على أسئلتنا مفيدا بأن روسيا منذ انهيار الإتحاد السوفيتي في 1991 و تفككها عبر مياه جنوب أذربيجان، جورجيا، أوكرانيا، تركستان، كازاخستان، و غيرها من الجمهوريات الإسلامية،فسحت المجال للحضور الأمريكي حول بحر القز وين و آسيا الوسطى ، إذ قامت أمريكا بوضع ثلاث قواعد عسكرية في أوزباكستان و تركستان يعني في كل منطقة من مناطق آسيا الوسطى حيث افتعلت خدعة لروسيا لكي تتموقع في منطقة آسيا الوسطى على أساس محاربة الإرهاب في أفغانستان، وقد كانت الأراضي الروسية حسب ذات المتحدث عبارة عن معبر للقوات الأوربية وهذا ما جعل موسكو تمضي عقد اتفاق مع الحلف الأطلسي بين أمريكا و الدول الأروبية ذلك أن كل ما تصبو إليه الولايات المتحدة الأمريكية هو السعي إلى تحقيق أهداف سياسية و ليست اقتصادية كون أن مد خط أنابيب لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أوروبا دون المرور بروسيا باهظ التكاليف ولن يستطيع بالتالي منافسة الغاز الروسي ولذلك يضيف ذات المتحدث قائلا بأن هذا المشروع يندرج في إطار الضغط على روسيا لمنعها من تطوير العلاقات مع غيرها من مصدري النفط و الغاز و المستوردين و لو نعود إلى التدخل الأمريكي في العراق يضيف عباسة الجيلالي قائلا بأن روسيا قد ارتكبت خطأ فادحا لأن الولايات المتحدة عملت لأجل حرب طاقة لا لحرب نووية حتى أن القضية الإيرانية ليس لها دخل بما يقع و إنما كان الأمر عبارة عن تضخيم لمصادر الطاقة و على مستوى الطاقة التي تعد العملية الموصلية في العملية السياسية بين روسيا و أمريكا فقد كان لكل خطوط المد بمصادر الطاقة في الإتحاد السوفياتي يمرون من آسيا الوسطى عن طريق الإتحاد السوفياتي سابقا ولما دخلت أمريكا لآسيا الوسطى و أصبحت تستورد مصادر الطاقة كان هناك نفوذ روسي يستعمل مصادر الطاقة كورقة سياسية إذ أن الرئيس ساكشفيلي حسب ذات المتحدث يطمح إلى إدخال بلاده في عضوية حلف شمال الأطلسي(ناتو)، وكذا شركات النفط الغربية و الإسرائيلية، إلى جعل من جورجيا منطقة لعبور خطوط أنابيب النفط من أذربيجان و أنابيب الغاز من تركمنستان، إلى غاية ميناء شيحان، و إسرائيل يستطرد عباسة موضحا أنها بدلا من ربطها بخطوط الأنابيب الروسية التي يكون بمقدورها استخدامها كورقة ضغط ووقف الإمدادات في أية لحظة و إحداث أزمة طاقة كما حدث نهاية سنة 2005 و بداية سنة 2006 إثر نزاع روسيا مع أوكرانيا حيث توقفت إمدادات الغاز في فصل الشتاء عن بعض الدول الأوروبية. وللإشارة يضيف ذات المتحدث بأنه يمر حاليا بجورجيا أنبوب باكو-تبيليسي-جيهان الذي تمتلك شركة بريتش بتروليوم 30 بالمائة إلى جانب نحو عشرة شركاء بينهم مجموعتا شفرون وكونوكوفيليبس الأميركيتين ،كما أن الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى من مصلحتها تأمين مناطق عبور موارد الطاقة من آسيا الوسطى عبر القوقاز وتحرير الدول الأوروبية من التبعية إلى شبكة الأنابيب الروسية يضيف عباسة بأنها تسعى بالإضافة إلى إحراز على مناطق النفوذ بالدول الحليفة إلى مد أنبوب نابوكو على طول (3300 كلم)،الذي سيبدأ إنشاؤه سنة 2010، ويصبح جاهزا للتشغيل سنة2013.وقد عبر حتى العراق عن سعيه للاتفاق مع الإتحاد الأوروبي على تزويده بالنفط والغاز عبر هذا الأنبوب،الذي من شأنه أن يكسب تركيا مزيدا من الأهمية الإستراتيجية في الأمن الطاقي للإتحاد الأوروبي،الذي تلبي له حاليا روسيا أزيد من الثلث من احتياجاته من الغاز. أما فيما يخص دور الأزمة المالية في التحرك الروسي نحو المتوسط يجيب عباسة الجيلالي قائلا بأنه و في غضون الأزمة المالية فإن أمريكا و حلفاءها و على رأسهم بريطانيا تحاول تعويض خسارتها بأموال العرب و نفس الشيء ينطبق على بقية الدول الغربية.إذن،وفي المدة الأخيرة تفطن الدب الروسي للأمر وروسيا تحضر منذ وصول بوتين إلى السلطة لاستعادة موقفها و هي ضد القطبية الأحادية فروسيا تنادي بتعدد الأقطاب و بدأت تحضر منذ حوالي عشرية لاستعادة حمايتها وقوتها التي كانت في الإتحاد السوفياتي لكن لا يمكن استعادة هذه الهيمنة إلا بالردع النووي و روسيا لها قوة نووية أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية، لها ترسانة و صواريخ نووية على مدى ستة آلاف كلم يعني ممكن لها أن تضرب حتى في واشنطن ،في سنة ألفين و ستة يقول ذات المتحدث:" كنت قد حضرت الذكرى الخمسين للانتصار على النازية بحضور حوالي ثلاثة و خمسين رئيس ومن بينهم شرود ور الألماني و جاك شيراك الفرنسي و جورج بوش و بوتين و الرئيس الإيطالي ولما تناول بوتن الكلمة قال بأن روسيا تمتلك سلاح نووي قادر على اختراق كل الدفاعات في العالم و قادر أن يمس هدفه في أي منطقة من العالم ولا يمكن لأمريكا الوصول إلى السلاح إلا بعد عشرين سنة وكان بوش بجنبه أي على يمينه و على يساره شيراك . ونفس الشيء كنت قد حضرت ندوة صحفية أقامها بوتين في الكريملن و طرح عليه أحد الصحفيين قضية التخوف من هذا السلاح النووي فقال له : أنتم تتكلمون على سلاح نووي مخيف للعالم فهل هي كذبة أم حقيقة؟فأجابه عليك أن تسأل رئيس بلدك؟" إذن بعد كل هذا نقول بأن روسيا تعود إلى الواجهة و الدليل على هذا أنه عند اجتياح جورجيا لأوسيتيا الجنوبية ولما كان الدخول الروسي للأراضي الجورجية ومدينة بورني الإستراتيجية إذ لما سألته أمريكا عن سبب دخوله جورجيا قال بأن روسيا لا تسأل عما تفعل و اليوم بجانب الترسانة النووية تعيد واقع التوجه الجغرافي وتعمل مناورات مع فنزويلا لأول مرة . الأمر ليس له علاقة بالأزمة المالية يستطرد عباسة موضحا، لأن الأزمة لها تأثير فقط على النظام العالمي و المعاملات التجارية و في نظري أن الأزمة المالية هي عملية مفتعلة لأن اليهوديان اللذان كانا يعملا في بنك روبل قاما بنقل الأموال من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1950 إذ قالت صحيفة إسرائيلية أن نقص السيولة في هذا البنك لم يكن عبارة عن أزمة مالية في السعودية وإنما في الضرائب التي فرضتها الإدارة الأمريكية على عائدات البنك فقاما البنك بتحويل 400مليار دولار إلى البنوك الإسرائيلية إذن هي عملية مفتعلة لابتزاز أموال العرب و لإعادة النظر في الاقتصاد العالمي. هل هي عودة للحرب الباردة؟ يوضح عباسة الجيلالي قائلا بأن الحرب الباردة لم تنتهي أبدا لأن أمريكا استعملت ما يسمى في المصطلح الروسي بالحروب الملونة –حروب الورود- فشرعت في الإعداد للمشروع النووي الموجه خاصة لفديرالية روسيا منذ عهد بوش الأب الذي أوصى بصنع صواريخ باليستية لصد الصواريخ المهاجمة مشددا على أن يتم ذلك من مختلف قواعد و منصات حيث أضاف رئيس أركان الجيش الروسي أنه"إذا حدث ذلك ستقوم روسيا بالرد بواسطة صواريخ مجهزة برؤوس حربية صوب منشآت أمريكية" ولمواجهة الإصرار الأمريكي على إقامة هذا النظام الصاروخي كشفت قيادة سلاح الفضاء الروسية حسب ذات المتحدث عن خططها لوضع منظومات صاروخية فضائية متطورة،وذلك في إطار " الرد القوي والمتكافئ" على الأمريكيين...و يضيف عباسة الجيلالي قائلا بأنه حسب تسربات صحفية تقوم روسيا ببناء النظام الصاروخي الجديد انطلاقا من النسخ المتحركة من الصاروخ الباليستي العابر للقارات"توبول-ام" إلى نظام آخر بحري حيث تقوم البحرية الروسية على تطوير قوتها النووية و تصنيع غواصات جديدة من طراز "بوراي" تحمل صواريخ جديدة مجهزة برؤوس نووية من طراز "بولافا". و بالتالي فإن عباسة الجيلالي يعتبر أن هذه العودة هي حرب ساخنة وما يحدث لهو دليل على أن الحرب الباردة لم تنتهي بعد بل أصبحت حرب ساخنة .

حـــــــــــــــــــــوار إعلامـــــــــــــــي

مقابلة إعلاميـــــــة مع السينمائي و الإعـــــلامي المصري "إمام عمر"



"النجاح يبدأ من خطوة "



أجرت الحوار : فاطمة الزهراء طوبال



"الجزائر" هي هذا البلد الأمين الذي استضاف عددا جما من فناني العالم العربي في ضل فضاء الإبداع و التلاقي تحت سقف مسقط رأس الشهيد احمد زبانة....
كانت الخطوة الأولى تاريخية و الخطوة الثانية ميلاد الجديد للوحدة الفنية العربية و الميلاد الآخر نترقبه السنة المقبلة بإذن الله بعنوان جديد و اسم جديد و نفس الوجوه التي أضاءت سماء الباهية وهران ...
يطول الحديث و الزمن قصير ، لحظات فدقائق فساعات وتدق الخطوات الحاسمة لنبدأ الانطلاقة من جديد فالنجاح يبدأ من خطوة و الخطوة تدلنا على الطريق الصحيح الذي نترقبه بإذن الله ، هذا مايعتبره السينمائي و الإعلامي المصري "إمام عمر"الذي يحتل مكانة هامة في الصحافة المصرية باعتباره أول إعلامي تخرج في منتصف السبعينيات فمثل أحسن تمثيل من خلال تغطياته الصحفية لمابدأ تجربته الإعلامية كمذيع في الإذاعة المصرية فاستطاع النجاح تحت إشراف "حسين كمال " وهو ينقل أول تجربة سينمائية على شريط صوت الإذاعة المصرية بفيلم يحمل عنوان "مولد يادنيا" الأمر الذي جعلنا نتقرب منه لنجري معه هذه المقابلة الصحفية:
المنتدى الصحافي:بحكم تجربتكم السينمائية و الإعلامية حدثنا قليلا عن واقع السينما من التظاهرات الثقافية في العالم العربي؟
إمام عمر: كأول إعلامي مصري ومن خلال خبرتي في تغطية المهرجانات العربية تبين لي أن مهرجان الفيلم العربي بوهران قد ولد عملاقا فاهتمام المسؤولين به هو فكرة جيدة جدا لأننا نتحدى السينما العالمية الآن وعندما يخرج مهرجان وهران بهذه الفكرة يجمع العالم العربي في السينما العربية وبروزنا في المشرق العربي هو نجاح لنا بجانب ذلك هو نجاح للنقد السينمائي ولما يستمر المهرجان على هذا المنوال يحقق كل سنة خطوة من النجاح.
المنتدى الصحافي:هل يؤمن "إمام عمر" بإمكانية تواجد عمل فني عربي مشترك مستقبلا؟
إمام عمر:ياريت،فمن المهم جدا أن لا نضع مشكل اللغة أو اللهجة في طريقنا فهي مفاجأة لنا أن يكون الإنتاج العربي للفيلم " الطاحونة " لعزت العلا يلي مع أحمد راشدي فبعنوانها استطعنا التغلب على مشكل اللغة حيث بإمكاننا تعويد العالم على ملامحنا المختلفة.
المنتدى الصحافي: خلال مجموعة محاضرات ألقيت في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران و الموسومة بتحديات السينما العربية تكرر كثيرا مفهوم التحدي، فكيف يمكننا توظيف هذا المفهوم في السينما العربية؟
إمام عمر:هي ليست حكاية تحدي ، الموضوع أننا كيف نواكب هذه السينما فلماذا نبقى طول عمرنا تابع و متبوع.
المنتدى الصحافي:على ذكر تجربتكم الفنية في العمل السينمائي ،حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟
إمام عمر : مارسنا السينما في مصر ’ وشاركت في عدة مهرجانات فتجربتي أنني بدأت كمذيع في الإذاعة المصرية فاستطعت النجاح لما قدمت أول محاولة إنتاجية على شريط صوت الإذاعة المصرية يحمل عنوان " مولد يا دنيا " تحت إشراف حسين كمال منذ 1976 فتوجهت خارج القاهرة ونقلت أحداث السينما في العالم ومشاكل الدول العربية وعدة آراء نقدية حملتها عبر الأثير في مايحدث في كواليس السينما العربية و في نفس الوقت كنت قد مارست الصحافة الفنية.
المنتدى الصحافي: ماهي حسب رأيكم مقاييس العمل السينمائي الناجح؟
إمام عمر: أهم شيء أن تكون فيه فكرة مكتوبة ثم طبيعة شخصية المخرج مهم جدا أن تكون قوية ، والصورة فهذه ثلاثة نقاط أساسية نقيس عليها العمل الفني الناجح.
المنتدى الصحافي: كلمة أخيرة.
إمام عمر:أتمنى النجاح الدائم للمسؤولين و مجموع العاملين داخل إدارة مهرجان وهران ، خطوة فخطوة و النجاح يبدأ من خطوة.
حاورته:فاطمة الزهراء طوبال

مقابلــــــة ثقافيـــــــة مع المخرجـــــــة القمريــــة هاشميــــة أحمــــدة



" السينما القمرية تتحدى العزلة لتعبر المحيط إلى وهران"

أجرت الحوار : فاطمة الزهراء طوبال


تتحدث المخرجة القمرية " هاشمية أحمده" عن تجربتها الحياتية في قرية صغيرة من جزر القمر ، وتكشف عن خوضها غمار السينما في فيلم " إقامة يلانغ يلانغ " الذي أخرجته و يقاسمها نجاحه عدد من النجوم القمريين منهم عابدين سيد محمد ، ستادنا مسى صوالحي،فهماوي أبوروا، ماما حيرية ،حيث تبدي المخرجة شغفها بمهرجان الفيلم العربي و تقول بأن سكان وهران أعادوا لها الثقة في نفسها و فتحوا لها باب التفكير في المشاركة في المهرجان القادم و تفاصيل أخرى تجدونها في هذا اللقاء الحميمي الذي خصتنا به هاشمية احمده أثناء زيارتها الأولى إلى وهران للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة بالمهرجان فكان لنا معها هذا الحوار:
المنتدى الصحافي: بداية مشاركتك الفنية في إطار المنافسة الفيلمية القصيرة كانت بمذكرة تخرجك الموسومة بإقامة يلانغ يلانغ ، هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟
هاشمية أحمدة: درست الإخراج و قد شاركت بالعمل الذي قدمته كمذكرة تخرجي سنة 2004 حيث استدعيت من طرف إدارة المهرجان للمشاركة بأول إنتاج لي فأسعدني ذلك كثيرا و أتمنى أنني كنت في المستوى المطلوب.
المنتدى الصحافي: حدثينا عن أحداث الفيلم الذي شاركت به...
هاشمية أحمده: الفيلم يروي قصة جبريل الذي يقضي وقت فراغه في العناية بفيلا مهجورة في قرية صغيرة من قرى جزر القمر و بينما هو يعمل يقضي حريق مهول على منزله البسيط ، جبريل يضطر البحث عن مأوى له و لعائلته لتراوده فكرة الاستقرار النهائي في الفيلا المهجورة بدل العيش في منزل أخيه المهاجر حيث يصور الفيلم كذلك قضية الاحترام المتبادل بين سكان جزر القمر الذين يبحثون دائما عن العيش الكريم و حياة يسودها الأمان.
المنتدى الصحافي: كيف جاءتك فكرة كتابة سيناريو هذا الفيلم؟
هاشمية أحمده: في الواقع هي حكاية شخصية و الفيلم هو صورة طبق الأصل عن ما حدث لوالدي الذي كان يبني بيتا في جزر القمر وكل سكان هذه القرية يعيشون نفس القصة فسكان جزر القمر يطمحون للهجرة بغرض جمع أموال طائلة ويعودون بها ليبنون بيوتا ككل بيوت العالم لأن هذه القرية بناياتها من قصب وكنت قد طرحت مشكلة الهجرة فكيف يمكن لنا أن نبحث عن حل آخر غير البحث عن جمع المال في بلاد غير جزر القمر لحل مشاكلنا أود أن تحل مشاكلنا دون اللجوء إلى الهجرة.
المنتدى الصحافي: طيب،ماهو واقع السينما في جزر القمر؟
هاشمية أحمدة:السينما في جزر القمر منعدمة تماما و يؤسفني ذلك فعلا حيث كان من المفروض أن تكون متواجدة بالنظر إلى الظروف التاريخية التي مرت عليها قريتنا هناك إذ كانت مستعمرة من قبل فرنسا وأنا تعلمت السينما في بروكسل أين تخرجت سنة2004 ودرست على يد أستاذ جزائري "كمال دهان" لكني أتأمل أن أنقل هذه التجربة إلى القمريين الذين تربطني بهم علاقة لاحدود لها رغم أنني ولدت بفرنسا سنة 1976 وأقطن حاليا ببروكسل.
المنتدى الصحافي: كيف تم تصوير الفيلم،هل استغرق ذلك وقتا طويلا؟
هاشمية أحمده : لا،لم يستغرق تصوير الفيلم وقتا طويلا حيث تمكنا في مدة أقصاها ثمانية أيام من إنجاز كل الفيلم في منطقة جزر القمر.
المنتدى الصحافي:كيف تجد هاشمية أحمده نفسها في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران ؟
هاشمية أحمدة: المهرجان بادرة خير فتح لي الآفاق خاصة لما تعرف علي جمهور وهران فسكان وهران أعادوا لي الثقة في نفسي ومنحوني فرصة التفكير في المشاركة في المهرجان القادم.
المنتدى الصحافي: هاشمية أحمدة ، المخرجة القمرية من بروكسل شكرا جزيلا لك.
هاشمية أحمدة: شكرا،أنا جد سعيدة بهذا اللقاء.

تحقيقـــــــات إجتماعيــــــــة

عندما يختار شبابنا نهج الأمريكيين السود للتعبير عن النفس ...

موسيقى الملاسنات الامريكية تعبر المحيط الى شوارع وهران

بقلم :فاطمة الزهراء طوبال

zhoralgerie@hotmail.fr

عندما شاعت رقصة Teck- Tonicالتيكتونيك " أو رقصة الجيل الجديد في باريس خلال سنتين فقط، كانت وهران ما تزال تحت تأثير موجة موسيقى الهيب- هوب أو موسيقى الراب و البريكدانس Break-dance .ومع تسويق هذه الموسيقى عالميا انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت احدى أهم الصادرات الأمريكية باعتبارها لغة التعبير حقيقية في صفوف الشبيبة و التي اجتاحت أروبا و الوطن العربي .
الدور الثقافية تفتح أبوابها لفرق "الهيب- هوب" بوهران

لم يقتصر انتشار موسيقى "الهيب هوب" على أشرطة الفيديو و "السي-دي" فقط. فقد وجدت أيضا في المسرح الجهوي لعبد القادر علولة و دار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم، مكانا واسعا للعرض والمعجبين. ومن بين الفرق التي جذبت الشباب إليها " فرقة ألتاد –سكالتر" حيث تقوم بتنظيم حفلات خاصة في الدور الثقافية بالمدينة وتعد من أشهر الفرق التي استطاعت من خلال نصوصها النقدية إضاءة جوانب مهمة من حياة الفئات الاجتماعية المهمشة في الجزائر ، لاسيما حياة الشباب البطال فيها، إذ أنها تكتب نصوصها باللغة الإنجليزية كونها موضة أمريكية. غير أن أعضاءها غالبا ما يقومون بتحويل النصوص الإنجليزية إلى الدرجة مع إدخال تعديلات عليها وأحيانا أخرى يتم الآداء باللهجة الأمازيغية و التي تتحاشى الوقوع في فخ العنصرية فهم يقولون "لا للعنصرية" و يرددون " الزريعة ماشي مليحة تستاهل".
التقينا عددا من أفراد هذه الفرقة أثناء احتفالها بعامها الثالث من التأسيس على ركح عبد القادر علولة في وهران، لمعرفة وجهة نظرها، وهي مكونة من4 أعضاء وهم إيزمران محمد عبد الرزاق،خالد عثمان،قاصد نور الدين،فاصلة حبيب، و أحرزت الفرقة نجاحا باهرا بجذب الشريحة الشبانية إليها ذلك أن أفرادها حسب رأيهم يجتهدون لتقديم أجود ما لديهم للجمهور الذي يستطيع التمييز بين الأغنيات الصادقة والمفتعلة، و حسب تعبيرهم فهم لاينفون دور الإعلام الغربي في تحقيق الانتشار السريع لهذه الفرق التي فرضت نفسها لأنها ملأت الفراغ الموجود. ويستطردون بكل ثقة، أن فرقتهم أرادت التأكيد على أن الشاب الجزائري لا يجري وراء تقليد الغرب، بل إنه متشبث بهويته الجزائرية.
أما سر نجاح هذه الفرق، من وجهة نظرهم، فهي أن بعضها اختار"البوليتيك" أي الحديث عن "السياسة" بنوع من الصراحة والجرأة، ووجد الشباب أن هذه الأغنيات تعبر عن ما يدور في تفكيرهم. ويضيفون أنهم تعلموا الموسيقى عن طريق "الاستمرارية والخبرة.
قمصان مزركشة وسراويل جينز ممزقة وسلاسل وأقراط
وعلى عكس أغاني "الهيب – هوب" التي شاعت في القرن الواحد و العشرين، هناك اتجاه جديد استطاع تثبيت أقدامه في أوساط عالم الرقص و الملاسنات الحادة. ويتمثل هذا الاتجاه في ازدياد الفرق التي تعتمد النصوص التي تشكل خطرا على الشباب كونها تمجد العنف و الهجاء الفاحش. وهي فرق مجهولة المصدر والتي تتخذ عادة من أحياء وهران كلوبي و قمبيطة مقرا لها. وإذا كان لهذه النصوص إقبالا لدى المعجبين، فإنها تؤثر على الجوانب التربوية و الإجتماعية عامة. ذلك أن الشباب الوهراني أصبح يستقبل هذه الفرق الراقصة بالتصفير و الصراخ في ساحة لوبي كل يومي إثنين و خميس بعد الزوال و بشكل لا يمكن تجاهله كظاهرة. فالشباب، على ما يبدو، وجد فيها ضالته التي تعبر عن مشاكله وهمومه وتطلق هذه الفرق على نفسها أسماء غريبة، يصعب تذكرها حيث تعتمد على طريقة أداء حادة ومباشرة تخاطب شريحة الشباب بالدرجة الأولى.
لكن ما هو سر شعبية هذه الفرق التي تضم شبابا يتراوح سنهم بين 14 إلى 20 سنة ليس لديهم أي تكوين موسيقي؟ بل إن العديد منهم ليست لديهم أي خلفية موسيقية تذكر، وكل ما يميزهم عن بقية الفرق الموسيقية هو تعلقهم بهذا النمط الغربي الذي يعكس تقليدهم الأعمى للغرب دون أن تكون لديهم أدنى فكرة عن حركاتهم الهستيرية هذه، فهم يرتدون قمصانا فضفاضة مطبوعا عليها عبارات باللكلمات اللاتينية تحمل رسائل معينة، وسراويل "جينز" ممزقة ، وقبعات وسلاسل ذهبية أو فضية تتدلى من أعناقهم، و أقراط في آذانهم، بل منهم من يصبغ شعره بألوان قوس قزحية. ومع ذلك، فهم يشكلون ظاهرة يجب التوقف عندها،فالحركات التي يمارسونها في رقصاتهم و الكلمات التي يتناولونها في أغانيهم تعبر عن همومهم بل تعبر عن مواقف معينة و تصور محدد للواقع الصعب، بل لأن حركاتهم الراقصة وهم يسيرون في الشارع تثير الاهتمام و تجذب إليها الجمهور.
وتتطرق هذه الحركات إلى مواضيع لا حصر لها، مثل البطالة، الفقر ، وما شابهها، وربما كان هذا هو سر نجاحها في جعل الشباب الوهراني يستجيب لها و يتجاوب مع فرقها، إلا أن المشكلة أن بعضهم تجاوز الخطوط الحمراء ولم يتردد في استعمال كلمات نابية أو جارحة بحجة "الواقعية" عند الحديث عن بعض الظواهر المشينة في المجتمع مثل ظاهرة الرشوة على سبيل المثال .
والملاحظ أن فيه فرق أخرى لديها حس وطني تعبر عنه بطريقتها الخاصة،مثل فرقة السامبيار التي شاعت في المجتمع الوهراني مؤخرا و أصبح الشباب مولها بها إلا أن الفرقة لم تعد لتنعم بهواء سماء وهران كونها هاجرت عبر البوطي إلى عالم أحلامها الضائع بأوروبا فخلفتها فرقة ثانية بقيت محافظة على نفس الإسم لكنها تطمح إلى إيجاد حلول للمجتمع لا كما تفعل بعض الفرق المجهولة و التي ترمي إلى الإسقاط من معنويات الشباب الجزائري.
ملاسنات حادة تصل إلى حد الصدمات
تحوّل رد صاحب إحدى الفرق الممارسة للرقص التكتوني بشارع لوبي بوهران عن نهي شفوي وجهه متسلف يقطن حي السامبيار، حول خطر ماتلجأ إليه هذه الفرق في الإستهزاء بأركان الوضوء عن طريق الرقص إلى ملاسنات حادة بين الطرفين، حيث استهانت الفرقة بهذا النهي فسخرت من السلفي ووصفته بالمتخلفوهوما لم يرق للسلفي الذي استنجد بأعضاء فرقته لمساعدته على ضرب الفرقة الراقصة فتحول الأمر إلى شجار عنيف شبيه بحرب لما قامت فرق سلفية بضرب الراقصين بعصا البيسبول. بإحدى الأحياء الآهلة بهذه الفرق معبرين عن غضبهم الشديد من تحول بعض شوارع المدينة إلى ما اعتبروه إنحرافا و تقليدا أعمى للغرب ، بسبب تأثر فئة من الشباب المراهقين بمصادر مجهولة تسعى إلى انحرافهم و تستغلهم لنشر ثقافة العنف في مجتمعنا.











11‏/08‏/2009

مقابلة ثقافية مع نجم الشاشة العربية "خالد زكي"...// حاورته : فاطمة الزهراء طوبال


" لم أعمل على تقليد أي رئيس من رؤساء العالم في فيلمي الأخير"



أسد الشاشة العربية و الذي توج بجائزة الأهقار الذهبي خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية بوهران في صيف 2008 حيث تقمص شخصية الرئيس في فيلم طباخ الريس...هذا الفنان الكبير جسد في سيرته الفنية تمثيل المجتمع المدني بقلب مشحون بالمحبة وبين " خالد زكي" و "عادل إمام" تلتقي الأفكار و تتشاحن فيما بينها فكل منهما مثل حالة الغبن و الشقاء التي يحياها في مجتمعه، فارتقيا بذلك إلى قمة المجد ولم يجذبهما تيار الرذيلة إليه...هذا خالد زكي يصارع الأيام متمسكا بوطنيته الفذة فحول السينما إلى رائعة من روائع الفن السابع و في مصر بالذات وجدناه يواصل إبداعه بأفلام معالجة لخبايا نفس الإنسان فبرع في التقمص لما أدى دور الرئيس براعة جعلته يصنف ضمن المتفوقين في التمثيل السينمائي..استقبلنا بصدر رحب وأجاب على أسئلتنا مشكورا و متفهما صعوبة العمل الصحفي فكان على عهده معنا يوم اختتام فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي احتضنته وهران في جويلية 2008 لنقيم على هامشه هذا الحوار:
المنتدى الصحافي: بداية ، أهلا وسهلا بكم في الجزائر....
خالد زكي: أنا سعيد جدا بزيارتي للجزائر و إنها المرة الأولى في حياتي التي أزور فيها بلد المليون و النصف المليون شهيد ، كما أشكر الشعب الجزائري الحبيب الشقيق على كرم الضيافة وعلى كل الحب الذي وجدته عنده منذ وصولي الجزائر و حسن الاستقبال وهو شعور متبادل من القلب كما أشكر كذلك إدارة المهرجان التي أتاحت لي فرصة زيارة وهران ، أتمنى لها كل النجاح و التوفيق ، فسعادتي تكاد لا توصف بهذه الدرجة من النجاح لمهرجان وهران الدولي الغير المسبوقة و لكأني به في دورته العشرين.
المنتدى الصحافي: في بعض الأحيان نلمح غياب خالد زكي عن السينما ، ما السر في ذلك؟
خالد زكي : في حقيقة الأمر لا يوجد فيه خصام بيني و بين السينما لكن هي مسألة اختيار ، ليس المهم في الكم لكن الأهم في الكيف على أن تقدمي عملا ويترك بصمة تطورين بها نفسك حتى نهاية عمرك و بالموازاة فرصيدي الفني يتجاوز المئتي عمل تلفزيوني وحاليا أنا بصدد تصوير مسلسل " ليالي القمر " من إخراج جمال عبد الحميد حيث تشاركني بطولته الفنانة الشابة سمية الخشاب.ف.طوبال: خلال تقمصكم دور الرئيس في فيلم " طباخ الريس " هل كنتم تلمحون لتقليد شخص ما من رؤساء العالم؟خالد زكي : الرؤساء في العالم لهم سماتهم و بروتوكولاتهم الخاصة بهم و التي تميزهم عن بعضهم البعض حيث أننا تناولنا الرئيس – المنصب – و ليس الشخص وقدمنا كذلك فيلم سياسي كوميدي راقي جدا حيث أننا لم نتطرق إلى أشخاص معينين لكن أخذنا شخص الرئيس وقدمناه في هبة ووقار و احترام معتمدين في ذلك على النقاط التالية :

*موكب الرئيس الذي يدل على منصب الرئيس.



*كانت رغبة شخصية وعدم وجود صورة الرئيس على الأفيش يخلي فيه تشويق أكثر للفيلم و أهم شيء يدل في التحدث على منصب الرئيس.

*نحن في منتهى البساطة ناقشنا في المطلق العلاقة بين الحاكم و الشاب من خلال مواقف راقية و الفيلم كما رأيت قد نال إعجاب الجميع.

المنتدى الصحافي: كيف كان رد الرقابة على فيلم طباخ الريس و أنتم تمثلون فيه دور رئيس الجمهورية؟
خالد زكي : نحن في مصر نعيش ديمقراطية غير مسبوقة وسعداء جدا بذلك فالرقابة لم تحذف شيئا من الفيلم كوننا تناولنا الرئيس- المنصب- كما سبق و أن ذكرت ولم نعمل على تقليد أي رئيس من رؤساء العالم.
المنتدى الصحافي: كيف كان إحساسكم و أنتم تتقمصون هذا الدور؟
خالد زكي:هذه التجربة تعد كأول تجربة فنية في تاريخ السينما المصرية العربية حيث تعتبر من أهم أدوار عمري لأنني أفتخر بها كثيرا ، إذ رحبت بالدور و تحمست له كثيرا كما أن التجربة بصفتها نوع من الفنتازيا قدمناها على شكل كوميدي لا بشكل تسجيلي عن مشاهد حقيقية حدثت في الواقع.
المنتدى الصحافي: خلال مشاركتكم في الطبعة الثانية لفعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران ، هل تمكنتم من الوصول إلى اتفاق جماعي مع ممثلين جزائريين وعرب للقيام بإنتاج سينمائي عربي مشترك؟
خالد زكي:بالتأكيد فيه اتفاق ويسعدني جدا أن أقوم بعمل سينمائي مشترك مع جزائريين كما أن آخر إنتاج سينمائي عربي مشترك تمثل في مسلسل الطارق حيث اشتغل فيه العديد من النجوم السينمائية من كل الجنسيات إذ نال إحدى عشر جائزة ونأمل بدورنا أن يتضاعف كم الإنتاج ونحن نتصور فيه أكثر من عمل لأن فيه كيانات فنية مختلفة كما أننا أصدقاء لاحزازات بيننا وإيمان شديد يجمعنا على أن نجاح كل فنان عربي هو نجاح العرب جميعا وكلما نجحنا كلما كبرنا وواكبنا السينما العالمية أكثر.
المنتدى الصحافي: يتصدر خالد زكي في كل إنتاجاته الفيلمية دور المسؤول دائما ،هل سيأتي يوم ما ونرى فيه خالد زكي يتقمص دور الشخص الفقير المعوز؟
خالد زكي:مهم جدا أن ينوع كل واحد منا في تقمص الأدوار التي يقدمها باستمرار حتى لا تبقى لنا وتيرة واحدة ولايمل منا الجمهور فالإنسان يتعلم دائما لغاية آخر يوم في عمره و بالتالي الأهم في طموحك أن تقدمي دائما الجديد لشخصيات جديدة لاحدود لها وفيه نقطة في منتهى الأهمية هو أنك لما تنجحين تبقين مهمة جدا فهدف كل إنسان أن يتطور و يتحمل مسؤولية أكبر.
المنتدى الصحافي:خالد زكي ، مارأيكم في الرأي القائل بأن شباب اليوم لايتقنون العمل السينمائي مقارنة بالأجيال السالفة ،فهل تؤيدون هذا الرأي؟
خالد زكي:هناك الكثير من الأعمال السينمائية الناجحة هي من إنتاج شباب فأنا بدوري عملت حوالي أربعة إلى خمسة أفلام مع شباب واعد جدا.
المنتدى الصحافي:طيب ، ماهي في رأيكم مقاييس نجاح العمل السينمائي؟وماهو تقييمكم له في العالم العربي؟
خالد زكي:أهم شيء ،الكتابة التي يجب أن تكون قوية جدا ومن الجهة الإنتاجية ضرورة اختيار فنانين أقوياء فهذه النقاط في منتهى الأهمية ، أما عن تقييمي للعمل السينمائي العربي فعامة هناك رقي في الأعمال المقدمة إلى حد الآن.
المنتدى الصحافي:ألا ترون أن السينما المصرية أصبحت مسيطرة بكثرة في العالم العربي ؟خالد زكي:نحن في المهرجانات نجد كل السينمات موجودة في كل العالم وفيه أعمال جيدة وضعيفة ومتوسطة لكن عندنا في مصر أفلام قوية جدا كناحية إنتاجية ضخمة كما أننا نملك طاقات فنية عالمية في كل المجالات سواء أمام الكاميرا أو خلفها ونحن نحيي رئيسنا حسني مبارك و الديمقراطية المصرية التي فتحت لنا مجال العمل بحرية وثقة متبادلة.
المنتدى الصحافي: كلمة أخيرة.
خالد زكي: نحيي الشعب الجزائري الذي أبدى اهتمامه بالسينما العربية ككل كما أشكرك على هذا اللقاء.
ف.ز.طـــــــوبال