News

جـــــزائــــــــــــــر أرض المعجـــــــــــــزات



28‏/08‏/2009

روبــــــــــــــــــــــورتــــــــــــــــــــاج


شبابنا يعزف عن مشاريع الخدمات على العمل الإنتاجي
العمالة الأجنبية تستحوذ على مشاريعنا التنموية
فاطمة الزهراء طوبال

واجهت الجزائر بشكل عام مشكلة البطالة عند الشباب و بالأخص خريجي الجامعات، الذين اجتازوا مشوارا طويلا جسّدوه في الأخير بشهادة تحمل تتوج سنوات الكد و التحصيل الدراسي الجاد لخول عالم الشغل من بابه الواسع، ورغم ان بعض المتخرجين ظفروا بمناصب شغل في إطار عقود ماقبل التشغيل لتحقق قلة قليلة منهم حلم الإندماج في مؤسسات المجتمع المدني إلا أن البقية لاتزال تصارع هاجس البطالة في ظل عجز الإدارات العمومية عن توفير مناصب شغل لهؤلاء الشباب حيث أشارت الصحافة المحلية أن مناصب السنة الفارطة مخيبة لآمال خريجي الجامعات مع العلم أنها لا تغطي حتى 25 بالمائة من مجموع الطلبات بوهران.
مما اضطرت الجماعات المعنية إلى مطالبة الوزارة الوصية بحصة إضافية من المناصب الإدارية أمام584 طلب أودع بين شهري يناير و فبراير من السنة الماضية و هذا لامتصاص عدد البطالين في إطار برنامج عقود ماقبل التشغيل.
وتشير المصادر التي أوردت الخبر إلى أن عدد الطلبات وصل إلى 9100 طلب من طرف حاملي الشهادات الجامعية خلال الفترة الممتدة بين2006 و2007 وللإشارة فإن هذه الأرقام مرشحة للتصاعد السنوات المقبلة، ذلك أن ظاهرة البطالة صارت معضلة الشباب تخلق فيهم خمولا ذاتيا لافرار منه،وبالمقابل فإن برنامج تشغيل الشباب في إطار عقود ماقبل التشغيل لمدة أقصاها سنتين للشاب الواحد هو غير كاف للحد من هذا الهاجس ذلك أنه بمجرد انقضاء مدة العقد، يعود الشاب إلى كابوس هذه الظاهرة المريب، ومن خلال ذلك سعى كل من رشيد و سمية و فاطمة و المستفيدون من هذا البرنامج لإيجاد حل جذري لوضعهم المتردي بعدما انتهت مدة عقودهم فأبت المصالح المعنية بهذا البرنامج أن تمدد لهم العقد للسنة الثالثة لأن القانون لايسمح بذلك حسب تصريح مصادر من مديرية التشغيل.


هاجس البطالة
فعادوا إلى هاجس البطالة وتحول الأمر بالنسبة إليهم إلى كابوس اغتال طموحهم، معتبرون أنهم بددوا وقتهم في السعي خلف سراب.
وللإشارة فقد كشف المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة الشباب البطال تراجعت إلى 12.3 في عام 2006 مقارنة ب15.3 % سنة 2005، إلا أن بعض الآراء تعتبر أن العاطلين عن العمل في تزايد سنويا،مضيفين أن العمل في إطار عقود ماقبل التشغيل هو عمل مؤقت وليس توظيفا،حيث لايمكن اعتبار أولئك الذين يعملون لأشهر قليلة كموظفين، ويلزم أن يزضع الشباب الذين يعملون في إطار هذا البرنامج على قائمة العاطلين عن العمل.
هذا،وتنبأ تقارير منظمة العمل الدولية إلى ارتفاع معدل البطالة بالمغرب العربي إلى 25 مليون عاطل سنة 2015
رأي علماء الاجتماع
يرى الدكتور نجاح مبارك أخصائي في علم الاجتماع و أستاذ محاضر بجامعة وهران ان اعتماد الجزائر على هذه السياسة في تشغيل الشباب مباشرة بعد خروجها من الأزمة التي عرفتها السنوات السابقة لم تكن مبنية على دراسات علمية إذ خسرنا الملايير في إنشاء المصانع التي كانت تشغل اللآلاف من الشباب بدون أي نشاط إنتاجي وقد دعا ذات المتحدث المصالح المعنية بتشجيع الاستثمار في الجنوب الجزائري التي تتوفر فيه على كل الشروط فمثلا هناك ولايات في الجنوب الجزائري تفتقر إلى أطباء اخصائيين.
القائمون على الاستثمار المحلي يدعون الشباب للعمل الإنتاجي
هذا، ويسعى المشرفون على الإستثمارات المحلية بوهران، إلى إقناع الشباب للإلتحاق بالعمل الإنتاجي خاصة بعدما توفرت الظروف التي تساهم في توفير مناصب شغل لهم، مامن شانه الدفع بعجلة التنمية بولاية وهران ، حيث اتخذ رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران على عاتقه مسؤولية اعتماد استراتيجية تعمل على توفير مناصب شغل للشباب في قطاع البناء بهدف التقليص من حدة المشاكل الإجتماعية كظاهرة الهجرة غير الشرعية، و التي بلغت حصيلتها الإجمالية1571 حراقا سنة 2007 على المستوى الوطني.
وهران استفادت من مشاريع استثمارية لفائدة الشباب
مع العلم أن وهران استفادت من غلاف مالي قيمته 110 مليار سنتيم في ثلاث قطاعات: البناء،الفلاحة،و الأشغال العمومية، وللإشارة فإنها انطلقت جميعها بشرق وهران السنة الفارطة،إذ تدعم قطاع البناء لوحده بغلاف مالي قدره 115 مليون سنتيم.
كما استفادت وهران كذلك من 30 مشروع سياحي حددت قيمته المالية ب361 مليون دينار جزائري سيسمح بتوفير 123 منصب شغل للشباب البطال.
العمالة الأجنبية تشرف على العمل الإنتاجي بوهران
هذا، وقد ذهبت بعض تقارير الصحافة المحلية إلى اعتبار أن اليد العاملة الأجنبية احتكرت 55 بالمائة من المشاريع التنموية، مضيفة أنه تم إسناد مهمة إنجاز إحدى عشر مشروع تنموي إلى الأجانب ماتعداده 1118 عامل بين سنة 2007 و مطلع سنة 2008 وعلى رأسها مشروع تطهير المياه القذرة، ناهيك عن مجال المحروقات و كذا التوسع العمراني تحت إشراف مؤسسة صينية ينشط بها 2048 عاملا، منه 930 عامل جزائري فقط حيث اعتبرت تلك التقارير أن العمالة الاجنبية أحالت شبابنا على البطالة.
رأي الأخصائيين:
فيما يوضح الاخصائي الإجتماعي مبارك نجاح بأنّ قضية العمالة الأجنبية بالجزائر ليست بقضية جديدة لان الاجانب برايه يشتغلون في قطاعات إنتاجية في حين لايتوجه إليها الشباب وهنا يطرح السؤال لماذا ينفر الشباب من العمل المنتج؟
إن الأمر يتعلق بتوجيه الشباب و مجالات توظيفهم لكن العمالة الأجنبية كانت متواجدة منذ سنين و الدليل على ذلك مزارع المعمرين التي اكتسب فيها عمال مغاربة خبرة كبيرة في المجال الزراعي.
هذا، و يستطرد ذات المتحدث مضيفا بأنّ العمالة الأجنبية خرجت من نشاط الخدمات إلى التجارة فقد تحولت من وسيطة إلى ربة عمل حاليا فالأمر يذكرنا تاريخيا بعمال وسطاء دخلوا الجزائر كالهولنديين و الإسبان فأصبحوا فيما بعد يتحكمون بثروات الجزائر، هذا درس يذكرنا بمشكلة خطيرة تعرضت لها الجزائر فلا تزال الأمور عشوائية ينبغي تقويمها و يضيف الدكتور نجاح مبارك بأنّ الدولة تنفق الملايير و تخلق بذلك تذمرا للشباب فعلا و انا اسميهم الغاضبون وهذا الغضب هو مهد العصيان ورد فعل لهذه السياسة في التشغيل و ماقبل التشغيل فالقضية هي قضية سياسة كبرى بين الإتحاد الاوربي و المغرب العربي وهي محكومة بهذه الميكانيزمات لهذه العلاقات.
حقيقة مرة يتجرع منها شبابنا طعم التذمر الذي صار هاجسا ماراطونيا يقمع الذات،فمتى يصير الشاب الجزائري مخدوما لا خادما و مشرفا على مشاريعنا المستقبلية؟

تحقيــــــق صحفــــــــي



لما تسلّل فيروس القرصنة إلى الأغنية الرايوية و السكاتشات الفكاهية
الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في السوق الوهراني

فاطمة الزهراء طوبال
تعرف ظاهرة القرصنة انتشارا كبيرا إلى حد أنه أصبحت عمليات الحجز التي تقوم بها مصالح الأمن للأقراص المضغوطة تدل على ذلك،حيث كشفت الصحافة المحلية لمدينة وهران أنه تم حجز حوالي840 قرصا مضغوطا بوهران في شهر فبراير من السنة الفارطة، ورغم هذا تتحول ساحات المدينة الجديدة بوهران في كل يوم إلى فضاء كبير أين يتم بيع عدد هائل ومتنوع من "CD"
وتوضع هذه البضاعة المقرصنة على الأرض بسعر يتراوح بين 30 و 50 دج،حيث يمكن للمواطنين أن يجدوا عند هؤلاء الباعة مختلف الأفلام العربية و الأوربية كما صرّح بذلك أحد هواة الأفلام، إذ يمكنهم كذلك من اقتناء آخر أعمال السكاتشات الجزائرية الصادرة عن المنتجين المحليين و أهمها أعمال "زازة" و"حرودي" و"أفلام أجنبية أروبية و أمريكية".
وحسب ماتشير إليه إحدى الوسائل الإعلامية فإن هذه الظاهرة لا تمس الإنتاجات السينمائية فحسب، بل كذلك الوسائل التقنية التي تدخل في صناعة الموسيقى التي يمكن قرصنتها بسهولة إبتداء من قرص سمعي من نوع "سي دي" لكل المغنيين المحليين،حيث يقتني هؤلاء الباعة أجود و أحدث ماتم إنتاجه في عالم الغناء كما أن القرص الأصلي في بعض المحلات يباع ب150دج في حين لايتعدى سعر القرص المقرصن50دج
ميلاد القرصنة بدأ من شبكة الإنترنت
وفي هذا السياق يعتبر شركة إنتاج الأشرطة"الإيمان"والواقع مقرها بالمدينة الجديدة بعاصمة الغرب الجزائري(وهران)، أن هذه الأقراص من عمل الهواة يتم شحنها عبر شبكات الإنترنت و بالتالي هو ينفي مايسمى بالقرص المقرصن في السوق.
وينتقل ليوضح في سياق آخر أن الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في الساحة الفنية الوهرانية كون أنّ العبارة النقية الطاهرة للأنشودة مع إدخال بعض النوتات الموسيقية فيها، تقف وراء نجاح توزيع هذا النوع من الأناشيد مؤخرا بوهران،مصرحا في الوقت نفسه بأن اللحن الجميل يفرض نفسه على المستمع و بالتالي على وجود حافز لشرائها من طرف المستهلك، حيث يتردد في عالم الأنشودة الإسلامية أمثال"أسماء البدر"و"سامي يوسف" ناهيك عن "أبو راتب"،إذ يؤكد الموزع ذاته أن شركات الإنتاج تقوم بفرض أرقام محددة على الموزعين لتعطيها الحق الحصري بتوزيع شريط ما.
ويضيف المتحدث أنه لاوجود لما يسمى "بالمطرب النجم" في سوق الأنشودة الإسلامية النقية حسب تعبير موزع تسجيلات الإيمان،مؤكدا أن الغرض من تسويق الأنشودة بأسعار في متناول الجميع،حيث تصل قيمة القرص الواحد إلى50دج،هو مراجعة الشباب للكلمة الطيبة ودعوة إلى العبادة بنشر الفكر الوسط بعيدا عن التعصب وما يعرف بالتطرف مع مراعاة حقوق التأليف، مع العلم أن ظاهرة القرصنة تشكل هاجسا مزعجا في شتى الأوساط بوهران،إذ تكبد البلاد خسائر مادية،ولهذا الغرض أقرّت الجزائر عدة قوانين لمحاصرتها فصادقت على عدد من النصوص التشريعية الخاصة بالملكية الفكرية لحماية المصنفات الأدبية و الفنية لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في الجزائر بموجب الأمر رقم97-10 المؤرخ في 06مارس1997 بحيث تنص المادة 151 من هذا الأمر على معاقبة مرتكبي جنحة التقليد و التزوير لمصنف أداء فني بالحبس من 3 إلى 6 سنوات و بغرامة مالية من 5000.00دج إلى 1.000.000.00دج سواء تمت عملية النشر في الجزائر أو في الخارج،ومن ذلك قامت الدولة الجزائرية بتكوين فرق أمنية و بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تعمل على الرقابة و المتابعة ومحاربة الشبكات التي تنشط في هذا المجال،بحيث صرح مسؤول مصلحة مراقبة الجودة وقمع الغش بمديرية التجارة بوهران بأن العملية تتم أثناء تقديم المتضرر لشكوى تدين مرتكب جنحة التقليد أو التزوير للملكية الصناعية، فيتم فتح تحقيق على أساس تلك الشكوى من أجل ضبط أي تجاوز على مستوى السوق الداخلي.
إجراءات غير مجدية
وعلى الرغم من ذلك،فإن عمليات الحجز التي يقوم بها الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تبقى غير مجدية ذلك أن منتجي هذه الأعمال يجدون إمكانيات مادية و تقنية معتبرة لتلبية رغبة المواطنين.
وفي هذا السياق،يصرح المطرب "عز الدين فيلالي" أستاذ موسيقى في قصر الثقافة بمدينة وهران و الذي سبق وأن أنتج مجموعة من الألبومات في الغناء الأندلسي، أنّ توزيع " السي دي" بات يعتمد على مدى نجاح الاغنية العاطفية التي تجلب إليها اهتمام الشباب، في الوقت الذي تتكرر فيه عدة ألحان متشابهة على مدى السنة، خاصة مايعرف بالموسيقى الروبوتيكية أما الكلام حسب ذات المتحدث،فهو مستهلك من فنان إلى آخر إذ يحاول كل مطرب أن يرفع من شأن ألبومه الذي يبقى نجاحه يتعلق بمدى نجاح توزيعه.
ويضيف أنه لم تعد فيه مقاييس و معايير ينبغي احترامها لضمان التوازن بين كل الأسماء الفنية،إذ تتربع على عرشه أسماء جديدة لقبت بالنجوم الفنية و صارت تخدم الفن من الجانب التجاري أكثر منه الثقافي.
و بالتالي، تبقى قضية عدم احترام المقاييس في الاداء الفني و التجاوزات في قرصنة الاعمال الفنية جد شائكة،ملحقة الضرر بالمؤلف و الدولة في نفس الوقت
التحقيق من إعداد الصحافية:فاطمة الزهراء طوبال

23‏/08‏/2009

تحقيــــــق تــــــــــــاريخــــي







الموات التاريخي و مقاطعة الرموز الوطنية... دعاة التنفير و التكريه وراء السبب...// بقلم : فاطمــة الزهــراء طــوبال

تروج وإلى حد الآن أقاويل عن الكتابة التاريخية تستهدف الوصول إلى الحقيقة وتتركز على بؤر محددة، فما هي خلفيات هذا الموات التاريخي؟يقال الكثير عن التاريخ الوطني لكن أغلب ما يقال يظل منحصرا في نمطية ألفناها بل نمطية سئمناها ، تثير فينا الانفعال وتجعلنا في صدام مع الأمس و اليوم و خلفيات ذلك تعود إلى المجهول يومها انطلقت أول رصاصة نوفمبرية تعلن حدث الاندلاع الثوري...
تتمزق الأفكار وتتعالى الأوجاع في أحشائنا ونحن نبحث عن الذي أوقف محطة انطلاق كتابة تاريخنا، فمن ذا الذي يحاول تحطيمنا ؟
سقطت فرنسا الإستدمارية وما جرى عقب سقوطها أنها حملت الأطنان من أرشيفنا حتى لايبقى من ذاكرتنا مانبني به مستقبلنا فنظل في قوقعة من الصراع و النزاع بين أبطال يصلحون للجهاد ولا يصلحون للبناء الحضاري ، حيث في حوار أجريناه مع بعضهم رحلوا بنا بحكاياتهم إلى عالم ألف ليلة وليلة ساردين على مسامعنا ماضيهم معممين في سردهم هذا مثاليتهم الوهمية وفي كل مناسبة وطنية تجدهم يتغنون بها لكنهم لايدونون من ثوريتهم هذه مايسد رمقنا من الجوع و العطش.فلقد تبرأوا من تدوين تاريخ الجزائر وحملوه على عاتقنا –أي أن مسؤولية كتابة تضحياتهم نتحملها نحن- وياخوفنا إن وقعنا في شراك التزييف بلا مصداقية التي قد تثير ضدنا الخصوم و الأعداء.
فمن المسؤول إذن ؟ ماداموا يقدمون لنا كلما خاطبناهم أو طرحنا عليهم هذا السؤال التبريرات، فيتناحر هذا مع ذاك ونعاني نحن من تناحرهم هذا.
إشكالية الكتابة التاريخية في بلادنا
الحديث عن الكتابة التاريخية والتواصل مع كل ماهو وطني لايزال حبيسا في سجنه المؤبد ينتظر اقتراب المناسبات الوطنية ليفرج عن كربته ،فانفتاحه يظل منحصرا إلى أن تنظم ندوات للندب أو المدح و الواقع أنه لااحد يتحرك لإنقاذ تراثنا الضائع...إنه الموات التاريخي.لعل من كان كفؤا في حبك وصياغة ماآل إليه وضعنا من خطورة الآن قد نال مطلبه وحقق هدفه بخلق مضاعفات سلبية جعلت الشعب يقاطع كل رمز من رموز وطنيتنا الشماء ، محدثا بذلك انفصالا بينه وبين الثورة و الاستقلال لما صارت هذه الأخيرة حكرا على شريحة معينة في الجزائر تزعم أن لها الحق في كل شيء فأحدثت بمطالبها هذه الانفصام و الانقسام في المجتمع الذي تجزأ إلى فئة ذوي الحقوق و أبناء المجاهدين و الشهداء وفئة تعتقد بأن حقوقها مهضومة فغطى الصمت محياها وكان صمتها هذا موقفا تعبر من خلاله عن البؤس الوطني لاحيادا.
من المسؤول عن هذه القطيعة؟
حملنا السؤال في جعبتنا و توجهنا بجرحنا إلى أبناء الجزائر، نتقصى منهم الوقائع و الحقائق علنا نصل إلى إجابة مقنعة، فصادفنا في طريقنا فئات مختلفة من شرائح مجتمعنا و إن اختلفت فإن جوابها واحد.
في قســـم التــاريـــخ:
في قسم التاريخ أين يتلقى الطالب المبادئ الثورية و يتعلم كيف يوظفها في بناء مستقبل البلاد فيتعلم منه بعدين مختلفين :*البعد التاريخي الذي يتقيد بالماضي فيتأمل في أحداثه و تفاعلاته و يعتبر بعبره.*بعد الحاضر الذي يستطيع من خلاله أن يتجاوب مع المشكلات و الأزمات التي يواجهها.إذكنا نتوقع من طلابه كل الخير ،فدخلنا بتفاؤل كبير وخرجنا منه بحزن عظيم... أحدث فينا اضطرابا عصبيا إلى حد الغليان.*ونحن نتلقى إجابات غير متوقعة من طلبة الليسانس و الذين توجهت فئة كبيرة منهم لدراسة التاريخ بدافع الحصول على شهادة تؤمن لهم الحصول على وظيفة لاغير فيأكلون جيدا وينامون مرتاحي البال ولايهمهم مواصلة البحث و التنقيب عن آثار ماخلفه الأمجاد من الأجداد...كانت الفكرة مريضة للغاية، لدرجة أنها أثارت فينا الغموض ، كيف يتوجه لدراسة التاريخ من لايهمه من كتابته شيء ..من ذا الذي رسخ في ذهنهم هذه الأفكار المتحجرة الجامدة التي تدعوهم للتهاون أمام رموزهم الوطنية!؟..تاريخ من أجل العيش و الكسب الممتاز لا لأجل النضال و الامتثال أمام مخلفات شهداءنا الأبرار...*فئة أخرى تقربنا منها للكشف عن دافع تطلعها للدراسات العليا فكان لنا دردشة مطولة مع بعض الذين فازوا في مسابقة الدخول لدراسة الماجستير فتأكد لنا بعد هذه الدردشة بأن الهدف من دراستهم العليا هذه يرمي إلى كتابة مذكرة بالاعتماد على جملة من المصادر و المراجع المتوفرة في مكتباتنا الوطنية لغرض الحصول على شهادة عليا تمكنهم من نيل منصب شغل للتدريس في الجامعة فيتقاضون على إثرها أجورا مرتفعة غير التي كانوا يتقاضونها في التعليم الثانوي أو المتوسط..بعد هذا الاستطلاع المؤسف خرجنا بتصريح يحير الفكر من كلا الفئتين و إن اختلفت المستويات وتعددت لكن الهدف واحد...دراسة لأجل بناء مصلحة شخصية لا للغيرة الوطنية ..يؤسفني أنني لم ألتقي في القسم ذاته بابن خلدون أو الطبري أو مالك ابن نبي فظلت المصلحة الوطنية تنتظر فارس أحلام ينقذها من سباتها العميق هذا...فمن ذا الذي زرع بذور القطيعة برموزنا الوطنية!؟
في مكـــان عمـــــومي
في إحدى الحدائق العمومية أين يجتمع الأفراد لاستنشاق الهواء الصافي ، بحثنا علنا نجد رأيا مخالفا لما سمعناه لكن أغلب الآراء تصب في نهر واحد ،لا أحد يهمه من إحياء المناسبات الوطنية سوى تحقيق مصلحة شخصية ، فالعامل في الإدارة كل مايهمه من إحياء اندلاع الثورة أنه لايذهب إلى العمل في ذلك اليوم فيقضي يومه نائما في منزله أو اللجوء إلى أماكن النزهة للالتقاء بالأصدقاء " لاجديد يذكر ولا قديم يعاد " هذا ماتجده متداول على الشفاه ولا احد يهمه من تصفح كتب التاريخ شيء.
في مكتباتـــنا الوطنيــــــة
وهكذا تعاني مكتباتنا الوطنية أيضا وأخص بالذكر المتواجدة في ولاية وهران فرغم طلبات الكتب التي يأتي بها مسؤولوها من المحلات التجارية فإنها لاتحضى بأدنى نصيب من الاستعارة اليومية أو الأسبوعية ، إلا فئة قليلة كما صرح المسؤول المكلف بتسيير مكتبة متحف المجاهد بوهران "إن أغلب من يتوافد إلى المكتبة ذاتها لقراءة تاريخ الجزائر هم عمال أجانب جاؤوا لغرض الاستثمار في الجزائر حيث حاولوا التطفل على كنوزنا التي أهملتها أجيالنا فمن بينهم مستثمرين أمريكان وآخرين قدموا من دولة الصين و نسبة قليلة أيضا من إطارات جزائرية منتجة في مجمع السوناطراك الذي يقع بقرب متحف المجاهد من يهمها التعرف على أحداث ماضينا".
هذا،وكما أن أغلب الكتب التي يكثر الطلب عليها في مركز البحوث للإعلام الوثائقي في العلوم الاجتماعية والإنسانية(الكريدش) هي كتب أدبية و أخرى في علم الاجتماع و القانون لغرض إقامة بحوث علمية توفي شرط الحصول على علامة المقياس التطبيقي في مادة معينة فحسب ، أما عن كتب التاريخ فيكاد الطلب عليها ينعدم إلا البعض التي تتعلق بتاريخ العصر الوسيط والتي يتم تداولها عادة بين ثلاث طلبة في قسم الماجستير إلى خمسة بهدف تحضير مذكرة للتخرج.هذه الجولة التي قمنا بها أثبتت أن الأجيال في قطيعة مع رموزنا الوطنية الثورية التاريخية حتى أن المتصفح للتاريخ الوطني يجد أن الطابع السردي والتركيز على الأحداث السياسية هو السمة البارزة لدى أصحابها في تطرقهم لكتابة هذا التاريخ.

في مؤسساتنا التربوية:

في إحدى المؤسسات التربوية الواقعة ببلدية بئر الجير بوهران حاولنا التقرب من تلاميذ الطور الثالث الذين يتراوح سنهم بين الثاني عشر إلى الخامس عشر سنة ، وكنا قد انتقينا هذه الفئة العمرية لما لها من تحول حاسم في حياة الإنسان فهي أصعب مراحل حياته،ذلك أن فترة المراهقة مرحلة تجعل الطفل الصغير يذهب بعيدا بأحلامه و يتعمق في اتجاه معين انتقاه لنفسه.كنا قد اخترنا جنسين مختلفين(ذكر وأنثى) وطرحنا على كل واحد منهم السؤال التالي:[مامدى تعلقكم بمادة التاريخ؟هل تميلون إلى رموزكم الوطنية؟ولماذا؟] وكانت الكفاءة المستهدفة من وراء السؤال هي اختبار غيرتهم الوطنية ومدى ميلهم لتاريخ بلادهم ، فكانت الإجابة كالآتي:*من جملة 43 تلميذا أجابت 19 بنتا بنعم أحب تاريخ وطني لأنه بفضله نمت أفكاري و حبي له يتعلق كلما تذكرت تضحيات شهدائنا الأبرار الذين لولاهم لما كنا نحن في مقاعدنا ننعم بالدراسة المجانية.*هذا،وأجاب 12 إبنا بنعم أحب مادة التاريخ لأنها مادة سهلة الحفظ ونفهمها جيدا.*كما أجاب ثلاثة ذكور بلا،لا أحب التاريخ و لا أتعلق به لأني لاأستوعب أحداثه بسرعة،بينما امتنع حوالي ثمانية تلاميذ ذكورا من الإجابة الجدية على السؤال و بدافع من السخرية و الاستهزاء من مادة التاريخ.

إجمالا كنا قد استخلصنا بأن تعلق عدد كبير من الأبناء و البنات بمادة التاريخ هو من تعلقهم بوطنيتهم الفذة ويا خوفنا أن تغتال هذه الأنفس البريئة يوما ما فيبرد في هؤلاء هذا الحب العظيم لوطنيتهم أو كما ذكر أحد طلبة التاريخ قائلا بأنه كان مولعا بحب المادة في صغره وهائما بأستاذه لكنه بمجرد بلوغه سن الخامس و العشرين انقطع عن كل ماهو وطني لأنه صدم بسلوكيات لاحظها في الجامعة غير المبادئ التي كان يتلقاها في صغره لدرجة أنه كره إتمام دراسته الجامعية في قسم التاريخ أو حتى التفكير في كتابة تاريخ ثورتنا المجيدة مستقبلا.

ما يقوله المجاهدون :

يعتقد البعض ممن واكبوا الحدث الثوري بأن أهم سبب أخر عملية كتابة تاريخ الثورة هو مركب النقص الذي تشعر به بعض الأطراف المسؤولة في الدولة ومن هذا مايصرح به المجاهد محمد زروال قائلا بأن هذا الشعور هو ناتج من الإحساس بعدم المشاركة المبكرة في التمهيد للثورة وتفجيرها لهذا يحس عدد منهم أثناء الحديث عن الثرة بالسخط فيسميهم ب"الطابور الخامس" ومنهم الموظفين الإداريين الذين خلفتهم فرنسا على رأس الإدارة ولأنهم قد حرموا نفسهم من شرف الانتساب إليها فتجدهم يضمرون لها الحقد وينفرون منها فيكرهن الناس عن الحديث في موضوع الثورة و لايشرعون شروعا جادا لكتابتها.دعاة التنفير الذين جمدوا هذه العملية الشريفة صاروا مسيطرين على كل كبيرة و صغيرة في أمتنا ولن يرى التاريخ معهم النور إلا إذا اختفوا كما قال ذات المتحدث من الساحة السياسية.فرنسا حققت غايتها حتى بعد خروجها من الجزائر فجعلت تستغل هذه العملية التعطيلية في الكتابة التاريخية لتكتب على طريقتها ماتراه مناسبا لجذب الأجيال إليها وهذا مايحدث الآن لما صار بعض الأبناء من أمتنا يعتقدون بأن فرنسا هي من قدمت لنا الاستقلال ولسنا نحن الذين كبلوها خسائر مادية وبشرية لنحمي أرضنا منها. فكم هو صعب أن تبقى هذه الفكرة راسخة على أذهان الكثير ممن يئسوا من الحياة على أرض الوطن فنمت لديهم فكرة الهجرة وبطرق غير شرعية كرها في محيطهم الذي أنفرهم من حب الجزائر وتاريخها.ومن المجاهدين الذين صادفناهم في متحف المجاهد بوهران"الطيب بن نهاري" هو مجاهد بالمنطقة السادسة الولاية الخامسة حيث يعتبر من الأوائل الذين التحقوا بصفوف الثورة المجيدة ، سألناه عن الكتابة التاريخية و العوامل التي عطلت صيرورتها فكان أن عدد لنا بعض الكتابات التي جعلها مشروعا يستحق الاستثمار إلا أنها لم تلق الدعم من طرف المعنيين و بالتالي أطفأ نورها الذي لم تنعم به الأجيال ومنها " المعارك في منطقة سعيدة ومعسكر" كمعركة السكة الحديدية في الغرب الجزائري وعلاقتها بمشروع ديغول إضافة إلى كتاب " شهداء الولاية الخامسة(سير ذاتية)" ، ذاكرا بأن مشاكله الحالية حالت دون نشره هذه الكتابات التي حاول أن يفيدنا بها.وعن سبب تعطيل عملية الكتابة التاريخية يجيبنا بن نهاري قائلا بأنه كان على الدولة مساعدته و أمثاله في نشر مؤلفاتهم كون أن منحته الشهرية لاتكفيه لطبع كتاب تبلغ كلفته 30 مليون سنتيم و يستطرد قائلا :"إن الأموال الطائلة التي عادة ماتصرف لفائدة الفنانين الأجانب كان من المفروض أن تستثمر لإعادة كتابة التاريخ الوطني" وبذلك فهو يعتبر بأن نفور هؤلاء من حماية تاريخهم هو قتل للذاكرة الجزائرية فقد تعددت المشاكل و دعاة التنفير و التكريه هم وراء سبب حدوثها.



عندما يختار شبابنا الطريق إلى الموت.... هل يفعلون ذلك إنتقاما من الأوضاع أم نقصا في الحس الوطني؟ ..// بقلم: فاطمـة الزهـراء طـوبال- وهران


ضرب مؤشر الهجرة غير الشرعية مؤخرا مستويات عالية في بارومتر الحياة الإجتماعية،وإننا لم نلبث أن وقفنا على مالهذه الحقيقة الأساسية من عظيم الأثر في مجرى شؤون مجتمعنا كله وسرعان مااتضح لنا أن تأثيرها البالغ قد امتد إلى نزعة الدولة في السياسة الخارجية فخلقت هذه الحقيقة آراء جديدة التي صارت تدعو إلى إعادة النظر في القانون وتجاوزته إلى طرح البدائل على الساحة الوطنية لتوضح أنه ثمة ثورة شبانية كبرى قائمة إلى حد الآن،وهي تزداد تعقيدا كلما عارضتها ظروف الحياة للبحث عن مصير مجهول، بالتسلل إلى الضفة الثانية من البحر الأبيض المتوسط.وفي هذا السياق، فإن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أخذت حيزا كبيرا من اهتمام قيادة القوات البحرية الجزائرية كون أن الأمر يتعلق بإنقاذ الشباب الجزائري من أخطار الموت في عرض البحر ولهذا سخرت كل الوسائل لتطويق محاولات الحراقة وذلك بتعزيز المراقبة الساحلية بالوسائل التقنية و البصرية كالرادارات و المناظير مع تكثيف دوريات التفتيش لأعوان حراس الشواطىء المينائية و الشواطىء المنعزلة لترصد قوارب النزهة ومتابعة تحركاتها مع العلم أنه من الممكن استعمالها للعبور غير الشرعي إضافة إلى تكثيف النشاط الإستعلاماتي و الرامي إلى المتابعة القضائية للشبكات المنظمة و الواقفة وراء هذه العملية غير القانونية.وعلى صعيد متصل، أفادت مصادرنا على مستوى قيادة القوات البحرية العسكرية الثانية بأن حراس السواحل أقدموا على إفشال العديد من المحاولات غير الشرعية للهجرة عبر البوطي حيث أوقفوا خلال سنة 2007 حوالي 1388 حراق عبر قوارب النزهة و 183 حراق عبر البواخر التجارية على المستوى الوطني.وفي ذات السياق أضاف مصدر موثوق أن حصيلة المهاجرين غير الشرعيين الذين تم توقيفهم في سنة 2006 بلغت 750 مهاجر سري مقارنة بسنة 2007 و التي بلغت الحصيلة الإجمالية فيها حوالي 1571 حراق.جل الحراقة ميسوري الحالوبالموازاة فقد تم انتشال 87 جثة لسنة 2007 منها 35 جثة مجهولة الهوية وبينت مصادر رسمية أيضا أن من بين المهاجرين السريين الذين تم القبض عليهم كلهم ميسوري الحال وجلهم أرباب بيوت تركوا زوجاتهم وفرو بحثا عن حياة أفضل و أخريات حاولن اللحاق بأزواجهن الذين نجوا في التسلل إلى الضفة الثانية من البحر المتوسط عبر قوارب الصيد وآخرون يزاولون أعمالا حرة إضافة إلى طلبة جامعيين، والذين انتابهم اليأس جراء ظروفهم الإجتماعية المزرية وكذا فنانين لم يتم الإفصاح عن أسمائهم لالسبب إلا لحاجتهم الشديدة إلى بناء حياة كريمة على أرضهم التي احتواها العوز و الجهل و الفقر كما أننا لا نستطيع أن ننكر أننا أمام هذه الظاهرة نقف عند مفترق طرق خطير، بين مفتونين بحضارة أروبا المعاصرة وبين يائسين من حاضرهم متشككين في مستقبلهم.ولاتزال تلك المعطيات مرشحة للإرتفاع خاصة مع سنة 2008 حيث أوقف حراس السواحل في تاريخ30 يناير2008 حوالي 15 حراق على بعد 50 ميلا من شاطىء كريشتل تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 30 سنة، قدموا من مرسى الحجاج متوجهين نحو إسبانيا ومع بداية شهر فبراير2008 تم إيقاف 240 حراق بوهران ومع مطلع شهر مارس2008 تم إيقاف حوالي104 حراق بين ولايتي مستغانم ووهران إذ أفشل حراس السواحل هجرتهم غير الشرعية في عمق المياه الدولية.


شهادات حية لحراقة نجو من الموت


صرح المدعو (ع.ك)25 سنة، بأنه سئم مطاردة الشرطة له كلما عرض سلعته على أرصفة الطرقات للإسترزاق من خلالها حيث حاول أن يقترض مبلغ مالي من البنك قيمته 72 مليون سنتيم لكن واجهته العراقيل إذ لما بعث بتقرير لوالي الولاية يطلب منه التدخل في قضيته لم يلق ردا منه فوجد أن الهجرة خلاصه الوحيد من كابوس فقره هذا، وأضاف بانه جازف بحياته 5 مرات حيث فشل في كل محاولاته، إذ تم القبض عليه من طرف حراس السواحل فأعادوه إلى الساحل الوهراني ودخل السجن لمدة سنة إلا أنه لايزال مصرا على مواصلة العملية للمرة السادسة و السابعة إن تطلب الأمر ذلك لانه لم يجد عملا يضمن به مستقبله في الزواج و الحصول على مسكن.من جهته صرح والد ضحية آخر قائلا أنه في تاريخ 13 فبراير2006 خرج ابنه البالغ من العمر 23 سنة ولم يعد في ذلك اليوم إلى أن تلقى مكالمة هاتفية أعلمته بوفاة ابنه في عرض البحر حيث كان برفقة إحدى عشر شابا حاولوا العبور بطريقة غير شرعية عبر البوطي، فأنقذ حراس السواحل خمسة من الموت في الوقت الذي غرق فيه الآخرون فسجلوا في قائمة المفقودين ليتم العثور على جثة ابنه في تاريخ 18 مارس من نفس السنة، وأضاف والد الضحية أن ابنه خرج من البيت نتيجة خلاف بسيط حدث في الوسط العائلي.


للأخصائيين رأي في الموضوع


ترى إحدى الأخصائيات النفسانيات أن الهجرة غير الشرعية يعود منطلقها إلى طبيعة المحيط العائلي، فالإضطرابات الأسرية تؤدي إلى الإحباط النفسي حيث اعتبرت أيضا بأن مغامرة الشباب عبر البوطي بالإندفاع وفقدان المنطق يعود أساسا إلى أسباب داخلية نفسية وهو الأمر الذي يسبب له الإنهيار العصبي فيقترف خطأ ضد نفسه.وبالموازاة دعت إحدى المحاميات السلطات المعنية إلى تأسيس خلايا الإنصات على مستوى المصالح الأمنية معتبرة ان تلطيخ سمعة الشاب الحراق بسوابق عدلية هو خنق له،قائلة بأنه لابد من خلق آليات لأن تلطيخ شهادة السوابق العدلية ستقف حاجزا أمامه يحول دون حصوله على عمل، داعية إلى ضرورة مد الشباب بيد المساعدة.في محاولة للقضاء على الظاهرة...


مشاريع استثمارية لفائدة الشباب


وعدت السلطات المحلية لولاية وهران الشباب على توفير مناصب شغل في قطاع البناء،حيث استفادت وهران من غلاف مالي قيمته110 مليار سنتيم في ثلاث قطاعات:البناء،القطاع الفلاحي،الأشغال العمومية.وأكدت مصادرنا بأنها ستستثمر لفائدة الشباب حيث انطلقت أغلبها في شرق وهران مع مارس 2008 وتدعم قطاع البناء لوحده بغلاف مالي قدره 115 مليون سنتيم وللإشارة فغن وهران قد استفادت مع مطلع السنة بغلاف مالي قدره 361 مليون دينار جزائري سيسمح بتجسيد 30 مشروع سياحي وبالتالي يوفر حوالي 123 منصب شغل للشباب البطال.


شبابنا ...إلى أين؟


وبالتالي يبقى السؤال مطروحا لاننا مهما تحدثنا عن هذه المشكلة التي صارت تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا فإننا لايمكن لنا إيجاد حل ملائم سوى بالدعوة إلى طرح البدائل من طرف المسؤولين

حوار ثقافي مع الفنان السوري دريد اللحام//بمناسبة المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران




كنا ننشد النشيد الرسمي الجزائري وكنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا" ...//حاورته:طوبال فاطمة الزهراء



عرفناه باسم "غوار الطوشي" ،فعلمنا بعد ذلك أنه اقتبسه من أحد الأشخاص الذين كان يعرفهم، حيث يرمز اسمه لشخص كان يكافح من أجل أن يكتسب لقمة عيشه، إذ عكس بهذا الإسم حياة المواطن السوري اليومية،فمن المجتمع وتفاعله مع مشاكله الأساسية صنع عددا جما من الأعمال الفنية " شقائق النعمان"، "ضيعة تشرين"،"كأسك يا وطن" ،"غربة"، "الآغاي"،"أحلام أبو الهنا"، لتكون خاتمة تلك الأعمال موسومة بآخر إنتاج له "عودة غوار"، هو رجل محترف في عمله ..إنساني في علاقاته مع مجتمعه،"دريد اللحام"عرف كيف يفرض وجوده بمهارته و حنكته في عالم الصورة و الصوت و الإنتاجات التلفزيونية،وعلى هامش المهرجان الدولي الثاني للفيلم العربي الذي احتضنته وهران العام الفارط،كان لنا معه هذا الحوار:
ف.ز.طوبال: بداية كيف كانت قصة دريد اللحام مع التمثيل؟
دريد اللحام:ابتدأت موسيقيا عازفا،لكنني لم أتخرج من معهد الدراما،بل كنت كيميائيا،ولاحظت أن أغلب الفنانين هم من خريجي الكليات العلمية و الصيدلانية،حيث ولدت قصتي مع التمثيل في الجامعة،لما وجدت أن السينما هي صورة حية معبرة عن واقع الإنسان في مجتمعه،وارتأيت أنه بإمكاننا كعلميين،أن نمارس فن التمثيل الذي باشرت به على الشاشة عبر مسلسل "صح النوم"كبدايتي الأولى.
ف.ز.طوبال: شاهدنا عروضا فنية عربية كثيرة،لكنها لم تكن معبرة عما كان يحدث في العالم العربي من حروب أو بمعنى آخر أنها لم تكن متزامنة أو متفاعلة معها،فما رأيكم؟دريد اللحام:طبعا فلقد اندلعت الحرب العالمية الثانية ولم تكن فيه أفلام تعبر عن الحرب و المعركة،فالفن لايعبر بالضرورة عن اللحظة،لأن الفن هو بحاجة إلى التعبير


ف.ز.طوبال:لقد تم اختياركم من طرف منظمة " اليونسيف" لرعاية حقوق الأطفال كممثل عنها في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا،فكيف حدث أن انفصلتم عن المنظمة؟
دريد اللحام: والله أنا تركتها وكنت سعيدا جدا وأنا أفعل ذلك،وأنا بدوري أعمل لصالح الأطفال سواء كنت في المنظمة أم لا،حيث وقفت سنة 2003 إلى جانب الحرب التي حدثت في جنوب لبنان،وأفتخر أنني كنت صديقا للمقاومة،ومساندتي للمقاومين اللبنانيين اعتبره القائمون على شؤون منظمة اليونسيف دعما للإرهاب،وأنا إن خيرتموني بين موقفي الوطني أو بقائي تحت ظل هذا التنظيم العالمي،فأنا أختار موقفي الوطني
ف.ز.طوبال:في إطار اهتمامكم بقضايا الطفولة دائما ومدافعتكم عن حقوقها،ماهو سر هذه العلاقة،أو بمعنى آخر ماذا تحمل لأطفال العالم من أشياء مهمة؟
دريد اللحام: أهم شيء في الأطفال،أن نحترم الطفولة و نحترم رأيها و نحاورها،لأننا اعتمدنا أن نعتبر الطفل شيئا صغيرا لكنه إنسان صغير،بل يجب التحاور معه وسماع رأيه فلقد قمعناه...عندي"دريد"صغير سمع يوما رعدا في السماء فخاف كثيرا وحضنني،وعندما اطمأن قلبه التفت إلى السماء وقال:"ياربي أنا أحبك فلماذا تخيفني"،فالعلاقة بين الإنسان و الخالق هي علاقة حب لا ترهيب وترغيب وهي علاقة محبة وتوعية و إنسانية محضة، لكن هناك من يشوه هذه العلاقة فيحولها إلى علاقة خوف.
ف.ز.طوبال:طيب،غالبا ماتعالجون قضايا سياسية عن طريق الفكاهة و السخرية،لماذا لانعمل أعمالا فنية سياسية مباشرة؟
دريد اللحام:أعتبر أن للفن علاقة بالسياسة ،بل الفن هو عبارة عن أعمال وطنية،أما السياسة فهي وجهة نظر يمكن أن تتفقين معها ويمكنك أيضا أن تخالفينها فأنا داخل في عناصر المواطنة،لأن الإنسان تاريخ وحرية وديمقراطية وعدالة،والتي يجب أن تكون هذه العناصر قانونا للجميع.
ف..ز.طوبال:لكن لماذا الفكاهة دائما في أعمال دريد اللحام الفنية؟
دريد اللحام:لأن فيه ممثلون يطرحون المشاكل الإجتماعية بشكل تراجيدي،وأنا أطرحها بشكل متنوع
ف.ز.طوبال: دريد اللحام و الثورة الجزائرية،كيف كانت العلاقة؟
دريد اللحام:كنت طالبا في الجامعة لما رزقني الله بطفل ،في سنة 1959 أذكر أننا كنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا،وكنا ننشد النشيد الرسمي "قسما" بالإضافة إلى إعجابنا بها وإيماننا بمصداقية قضيتها،وفي زمن السبعينيات تأثرت كثيرا بالسينما الجزائرية وتابعت منذ شبابي أفلامها الثورية.
ف.ز.طوبال:كيف يقيم دريد اللحام واقع السينما العربية؟دريد اللحام: السينما العربية لم تجد هويتها بعد، بل وفقدتها عندما بدأت تقلد الغرب ومن خلال المهرجان الفيلم العربي بوهران،يتهيأ لي أنها ستأخذ مسارا آخر دون أن نخضعها لمقارنة مجحفة.
ف.ز.طوبال: ستكون دمشق عاصمة للثقافة العربية في الدورة المقبلة،ماهو موقفكم من ذلك مقارنة بالجزائر في دورتها السابقة؟
دريد اللحام: هو شيء جميل وجيد، لكن للأسف فقد صارت الثقافة بدمشق كهاجس للنخبة ولاكهاجس شعبي على عكس وهران التي خطت خطوة متألقة جدا لما خرج المهرجان إلى الشارع
ف.ز.طوبال: هل تمكنتم من الإتفاق على القيام بعمل فني عربي مشترك خلال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية بوهران؟
دريد اللحام: ليس بعد، لكن يجب وجود سيناريو لايقوم على أساس تجميع أسماء معروفة من هنا وهناك،فيتحول العمل الفني إلى حفلة أضواء المدينة، مثلا حياة شخص سوري يعيش في وهران يستدعي ذلك التأقلم مع أناس وهران
ف.ز.طوبال: ماذا عن المشاريع؟
دريد اللحام: طبعا هناك مشاريع منها مشروع مسرحي بعنوان"جردة عمر" ومشروع آخر لعمل تلفزيوني
ف.ز.طوبال:هل من رسالة أو كلمة أخيرة؟دريد اللحام:هي ليست برسالة،لكن جميل أن يتعرف الشخص على الجزائر من خلال تواصل مباشر مع أبنائها
حاورته :فاطمة الزهراء طوبال خلال الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران

"أحلم بأن أتكلم العربية و أن أتحدى الصعوبات الخاصة بقواعدها لأنطق ألفاظها نطقا سليما"
حاورتها: فاطمة الزهراء طوبال
منذ عام 2006، عملت الباحثة الأمريكية السيدة"مارتا شوتن" على فتح مصلحة للطلبة الباحثين داخل معهد اللغات الأنجلوساكسونية التابع لجامعة وهران(السانية)، ويدخل ذلك في إطار اتفاقية التبادل الثقافي التي أبرمتها الجزائر مع دول أجنبية،بغرض تشجيع تعلم اللغة الإنجليزية في الجزائر والتي يزداد بها الإهتمام بتعلم لغات أجنبية متعددة،ويعود السبب في ذلك على وجه الخصوص،إلى أن جميع المجالات المهنية تأخذ بعدا عالميا، فلم تعد الشركات الإقتصادية ولا الهيئات السياسية ولا وسائل الإعلام، قادرة على تأدية مهامها الكاملة دون معرفة اللغات الأجنبية. يضاف إلى ذلك الأهمية التي تحتلها اللغة في المجتمع، فهي وسيلة للإتصال و التفاهم بين الشعوب، ولذلك تحاول المؤسسات الجزائرية عن طريق برامج التبادل الثقافي مع بلدان أخرى، جمع الخبرات عن طريق التعاون مع الأجانب، فتجدها تسعى عن طريق دورات اللغة إلى توسيع اتصالاتها مع العالم الغربي، كما أن الأجانب صاروا يبدون اهتماما متزايدا بالجزائر و لغتها. وفي سياق هذا الأخير، استعرضنا حديثا مطولا حول الموضوع مع السيدة "مارتا شوتن" والتي كان لنا معها هذا الحوار:

ف.ز.طوبال: سيدتي المحترمة مرحبا بك في الجزائر

مارتا شوتن: شكرا، أنا فعلا سعيدة لأنني التقيت بصحافية ستترجم حواري معها إلى العربية

ف.ز.طوبال: بداية ، من هي مارتا شوتن؟

مارتا شوتن: أمريكية من مواليد " منفيس"، متخصصة في علم اللغات و أستاذة الإنجليزية

ف.ز.طوبال: هل لك أن تحدثينا عن أهداف قدومك إلى الجزائر و أهم المهام التي تقومين بها؟

مارتا شوتن:قدمت بغرض التبادل الثقافي، والهدف الأساسي لقدومي أيضا، تشجيع البحث العلمي عن طريق رعاية اللغة الإنجليزية، وتكمن مهمتنا في منح المهتمين من جميع أوساط الشعب، الإمكانيات اللازمة لاكتساب معارف تطبيقية عن اللغة الإنجليزية ، كما أن الدورات اللغوية التي نقوم بها في المصلحة، تقدم أيضا للطلبة معلومات عن الشؤون الثقافية للدول الأوربية

ف.ز.طوبال: طيب، كم تستقبلون من طالب في اليوم للقيام بذلك؟ مارتا شوتن: نستقبل حوالي 180 طالبا جامعيا يوميا خاصة منهم طلبة الماجستير الذين يأتون من مدينة معسكر، كما أنني تمنيت أن أستقبل أطفالا صغارا، لأن مكتبتي غنية بقصص الأطفال و الألعاب التثقيفية جلبتها من أجلهم. ف.ز.طوبال:من المؤكد أنّ تلقي دروس اللغة الإنجليزية في الجزائر يختلف عنه في أمريكا، فهل لكم أن تحدثونا عن الفروق؟

مارتا شوتن:أجد أن كلا الطرفين تواقين لتعلم الإنجليزية، إلا أنه في أمريكا تحتل المحادثة الشفهية مكان الصدارة في تعلم دروس اللغة الإنجليزية،لذلك يتزايد الإقبال على تعلمها، أما في الجزائر فنحاول تنمية القدرات اللغوية لدى الطلبة ومساعدتهم على استخدامها على الصعيد العملي، فالجزائريون متفتحون جدا على الثقافات الأخرى.

ف.ز.طوبال: على ذكر الثقافة و اختلافها، كيف تقيمين هذا الجانب في الجزائر؟

مارتا شوتن: أحب كثيرا الثقافة الجزائرية التي تكاد تتقارب و ثقافة " الميسيسيبي"، فالجزائري إنساني بطبعه، لاحظت هذا منذ قدومي إلى هنا، حتى أنني استطعت في مدة قصيرة جدا أن أكسب صداقات عديدة، كما أنني أحب خبزة " الفطيرة"، أضيف إلى أني في حياتي لم أحب تناول لحم الخروف، لكن صرت أحب تناوله الآن.

ف.ز.طوبال: ماهي أهم المدن الجزائرية التي زرتها غير وهران؟

مارتا شوتن: زرت مدينة معسكر، كم أعجبتني طبيعتها المناخية، وكذلك مستغانم و الجزائر العاصمة

ف.ز.طوبال: ماهي أهم المناطق الأثرية أو الشوارع التي أعجبت بها عندنا؟

مارتا شوتن: القديسة كروث و ساحة أول نوفمبر في مدينة وهران، كما أنني أتوق لزيارة منطقة عين الترك، أحس فعلا أنني ببلدي كلما زرت هذه الأماكن.

ف.ز.طوبال: السيدة مارتا شوتن ، هل من كلمة أخيرة؟

مارتا شوتن: أحلم أن أتكلم العربية و أن أتحدة الصعوبات الخاصة بقواعدها الغوية لأنطق ألفاظها نطقا سليما

ف.ز.طوبال: السيدة مارتا شوتن، رئيسة مصلحة التبادل الثقافي بمعهد اللغات الأنجلوساكسونية شكرا جزيلا لك

مارتا شوتن: شكرا، ومرحبا بكم عندي في مصلحتي

مقــابلـــــــــــــة ثقافيــــــــــــــــــــة



مقابلة ثقافية مع أسد الشاشة الجزائرية "سيد علي كويرات"
"الساحة الفنية الجزائرية تعج بدهاة يحاولون تشويه صورتها الحقيقية"
أجرت الحوار:فاطمة الزهراء طوبال


يعتبر الممثل الجزائري " سيد علي كويرات " من الأسماء الفنية اللامعة التي تميزت بها الساحة الثقافية الجزائرية...
فهو ممثل له خصوصياته المعبرة عن كبرياءه الأسطوري الذي يعكس هيامه للثورة الجزائرية المجيدة،فهو الذي يذكر له جمهوره عبارة ثورية يحمل في طياتها كنز عظيم من كنوز عظمة الشخصية الجزائرية المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم و التي لا تزال إلى حد الآن راسخة في أذهاننا "علي موت واقف"...
أنتج سيد علي كويرات العديد من الأعمال المسرحية و السينمائية فتحصل إثرها على عدة جوائز وطنية و على رأسها جائزة "السعفة الذهبية" التي حصدها نتيجة إنتاجه لفيلم " سنوات الجمر " الذي دخل باب المنافسة في "مهرجان كان الدولي " وكذا حصوله على جائزة الفنك الذهبي لأحسن أداء رجالي.
ولد سيد علي كويرات سنة 1933 ومع 1950 إلتحق بالمسرح الوطني إلى جانب فنانين عظماء أمثال مصطفى كاتب و محي الدين بشتارزي ، فتألق سنة 1963 مع أول فيلم له مقتبس من مسرحية أبناء القصبة و التي أخرجها "مصطفى بديع".
هذا الفنان المتضلع في الإنتاج الفيلمي العربي والذي كتبت له الأقدار أن يكرم في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران في طبعته الثانية ، كان لطيفا في حواره معنا حيث تكلمنا معه على الإنتاج السينمائي و الواقع الثقافي الفني الجزائري و حصاد ماشهدته الجزائر جراء تنظيم المهرجانات الدولية في مختلف المجالات الفنية كما تحدثنا معه عن مستقبل الشباب الذي لابد له من أن يحمل المشعل الثوري الذي حمله منتجين كبار أمثال أحمد راشدي و مصطفى العقاد رحمه الله فكان لنا معه هذا الحوار:
المنتدى الصحافي: غالبا ما تشكل الشخصيات الفنية المفقودة خلال التظاهرات الثقافية الدولية محورا هاما من محاور الإدارة المنظمة للفعل الثقافي العربي لما قدمته من إثراءات نموذجية صارت فخرا لانتماءنا العربي و ديننا الإسلامي و من بينها شخصية العقاد التي حازت اهتمام المشاركين في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران،فكيف تنظرون إلى واقع الإنتاج السينمائي العربي الحالي بالمقارنة مع إنتاجات العقاد رحمه الله؟
سيد علي كويرات :في واقع الأمر لم أكن أعرف مصطفى العقاد إلا من خلال إنتاجه الذي جعلني أحترم هذا الأب الراحل و أفتخر بعمله الفني كافتخاري بلخضر حامينا و أحمد راشدي ، أما عن سؤالك الخاص بنظرتي إلى واقع الإنتاج السينمائي العربي الحالي فإني أقول لك بأن شبابنا بمقدرته أن ينتج أكثر مما أنتجه العقاد و غيره من المنتجين العظماء ، فلا يكفي أن تفتخري بما قدمه هؤلاء فحسب بل لابد لك أن تعايشي الواقع و تفهميه و قد عشت سنوات و سنوات مع الفن وتعرفت على منتجين كبار و يكفيني فخرا أيضا أنني اخترت من طرف مخرجين عالميين أمثال يوسف شاهين الذي قدم لي دور " عودة الابن الضال ".
المنتدى الصحافي: ماهو تقييمكم لتظاهرة المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية؟
سيد علي كويرات: كل تظاهرة سينمائية لابد من الترحيب بها ، فالفعاليات الثقافية الجزائرية لاتزال متواصلة حيث أعطتنا الفرصة للاحتكاك و التلاقي و التعبير أيضا مثلما تفعلين أنت حيث منحتني فرصة الاحتكاك مع صحفيين من وهران.
المنتدى الصحافي:ماهو حصاد ماتقيمه البلاد من مهرجانات في السنوات الأخيرة؟
سيد علي كويرات: لست أدري ماأقول،فسنوات السبعينيات كانت على أحسن ماهي عليه الآن فالجزائر في فتراتها السابقة كانت في مقدمة كل المعارك الفنية وكانت تسمى بقبلة الثوار مثلما كنا نسميها مكة أيضا أما الآن فلا أعتقد بأننا نسير في الطريق الصحيح.
المنتدى الصحافي : طيب ، كيف كان إحساسكم وأنتم تكرمون من طرف إدارة مهرجان الفيلم العربي؟
سيد علي كويرات:إن هذه إضافة نابعة من الذين أحسنوا تقييم ماقمنا به من أعمال سينمائية رائدة،فالموهبة هي التي تكون لحظات سينمائية لا تنسى.
المنتدى الصحافي:دعنا نقارن المشهد السينمائي العربي بالمشهد السينمائي الأوروبي و الأمريكي ، أين تجدون الفرق وهل يمكننا الارتقاء إلى مستوى الاحترافية في الإنتاج السينمائي كالتي وصل إليها الغرب؟
سيد علي كويرات: السينما هي عرض و إني في حقيقة الأمر لا أشاهد السينما العربية إطلاقا بقدر انشدادي للأفلام الغربية،فهناك فرق كبير بين الجانبين لكن يمكنك القول بأننا نستطيع أن نحترف في المسرح لكن أن نكون احترافيين في السينما لا يمكننا ذلك ، فالمسرح مدرسة أما السينما فهي مجرد انجذاب أو تأثير لاغير.
المنتدى الصحافي:لو عرض عليكم التمثيل مع فنانين مبتدئين،هل تقبلون بالعرض ؟
سيد علي كويرات:بالطبع ، فكيف نريد من الشباب أن يحترف في السينما ونحن لا نضع أماه متضلعين في الفن مثل العربي زكال أظن أن من له خبرة ستون سنة عمل إنتاجي فهو بمقدرته أن يربي الشباب على الاحترافية في العمل.
المنتدى الصحافي: ماذا عن مشاريع سيد علي كويرات المستقبلية؟
سيد علي كويرات:حاليا،إني بصدد تصوير إنتاج فيلمي مع المنتج لمين مرباح يحمل عنوان "دارنا لقديمة " إنه طبعا عبارة عن مسلسل تلفزيوني كما أنني أنهيت آخر عمل لي مع المنتج المرشيدي يحمل عنوان " الأجنحة المنكسرة".
المنتدى الصحافي: هل من كلمة أخيرة؟
سيد علي كويرات: مجتمعنا مليء متسولون يثيرون فيك الشفقة بيد أنهم لا يستحقونها تماما و الأمر ينطبق على بعض الأشخاص الذين يعملون باسم الفن وليست لهم علاقة به فحذاري لأن الساحة الفنية تحمل دهاة يحاولون تشويه صورتها الحقيقية في خارج الوطن و بداخله كذلك، لهذا لابد لنا من محو الصورة السوداوية من الفن الجزائري خاصة ونحن نعيش زمنا عسيرا يطاله نسيان رموزنا الثقافية و النسيان يجعلنا بلا معالم .
حاورته:فاطمة الزهراء طوبال