News

جـــــزائــــــــــــــر أرض المعجـــــــــــــزات



21‏/08‏/2009

تحقيقـــــــات إجتماعيــــــــة

عندما يختار شبابنا نهج الأمريكيين السود للتعبير عن النفس ...

موسيقى الملاسنات الامريكية تعبر المحيط الى شوارع وهران

بقلم :فاطمة الزهراء طوبال

zhoralgerie@hotmail.fr

عندما شاعت رقصة Teck- Tonicالتيكتونيك " أو رقصة الجيل الجديد في باريس خلال سنتين فقط، كانت وهران ما تزال تحت تأثير موجة موسيقى الهيب- هوب أو موسيقى الراب و البريكدانس Break-dance .ومع تسويق هذه الموسيقى عالميا انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت احدى أهم الصادرات الأمريكية باعتبارها لغة التعبير حقيقية في صفوف الشبيبة و التي اجتاحت أروبا و الوطن العربي .
الدور الثقافية تفتح أبوابها لفرق "الهيب- هوب" بوهران

لم يقتصر انتشار موسيقى "الهيب هوب" على أشرطة الفيديو و "السي-دي" فقط. فقد وجدت أيضا في المسرح الجهوي لعبد القادر علولة و دار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم، مكانا واسعا للعرض والمعجبين. ومن بين الفرق التي جذبت الشباب إليها " فرقة ألتاد –سكالتر" حيث تقوم بتنظيم حفلات خاصة في الدور الثقافية بالمدينة وتعد من أشهر الفرق التي استطاعت من خلال نصوصها النقدية إضاءة جوانب مهمة من حياة الفئات الاجتماعية المهمشة في الجزائر ، لاسيما حياة الشباب البطال فيها، إذ أنها تكتب نصوصها باللغة الإنجليزية كونها موضة أمريكية. غير أن أعضاءها غالبا ما يقومون بتحويل النصوص الإنجليزية إلى الدرجة مع إدخال تعديلات عليها وأحيانا أخرى يتم الآداء باللهجة الأمازيغية و التي تتحاشى الوقوع في فخ العنصرية فهم يقولون "لا للعنصرية" و يرددون " الزريعة ماشي مليحة تستاهل".
التقينا عددا من أفراد هذه الفرقة أثناء احتفالها بعامها الثالث من التأسيس على ركح عبد القادر علولة في وهران، لمعرفة وجهة نظرها، وهي مكونة من4 أعضاء وهم إيزمران محمد عبد الرزاق،خالد عثمان،قاصد نور الدين،فاصلة حبيب، و أحرزت الفرقة نجاحا باهرا بجذب الشريحة الشبانية إليها ذلك أن أفرادها حسب رأيهم يجتهدون لتقديم أجود ما لديهم للجمهور الذي يستطيع التمييز بين الأغنيات الصادقة والمفتعلة، و حسب تعبيرهم فهم لاينفون دور الإعلام الغربي في تحقيق الانتشار السريع لهذه الفرق التي فرضت نفسها لأنها ملأت الفراغ الموجود. ويستطردون بكل ثقة، أن فرقتهم أرادت التأكيد على أن الشاب الجزائري لا يجري وراء تقليد الغرب، بل إنه متشبث بهويته الجزائرية.
أما سر نجاح هذه الفرق، من وجهة نظرهم، فهي أن بعضها اختار"البوليتيك" أي الحديث عن "السياسة" بنوع من الصراحة والجرأة، ووجد الشباب أن هذه الأغنيات تعبر عن ما يدور في تفكيرهم. ويضيفون أنهم تعلموا الموسيقى عن طريق "الاستمرارية والخبرة.
قمصان مزركشة وسراويل جينز ممزقة وسلاسل وأقراط
وعلى عكس أغاني "الهيب – هوب" التي شاعت في القرن الواحد و العشرين، هناك اتجاه جديد استطاع تثبيت أقدامه في أوساط عالم الرقص و الملاسنات الحادة. ويتمثل هذا الاتجاه في ازدياد الفرق التي تعتمد النصوص التي تشكل خطرا على الشباب كونها تمجد العنف و الهجاء الفاحش. وهي فرق مجهولة المصدر والتي تتخذ عادة من أحياء وهران كلوبي و قمبيطة مقرا لها. وإذا كان لهذه النصوص إقبالا لدى المعجبين، فإنها تؤثر على الجوانب التربوية و الإجتماعية عامة. ذلك أن الشباب الوهراني أصبح يستقبل هذه الفرق الراقصة بالتصفير و الصراخ في ساحة لوبي كل يومي إثنين و خميس بعد الزوال و بشكل لا يمكن تجاهله كظاهرة. فالشباب، على ما يبدو، وجد فيها ضالته التي تعبر عن مشاكله وهمومه وتطلق هذه الفرق على نفسها أسماء غريبة، يصعب تذكرها حيث تعتمد على طريقة أداء حادة ومباشرة تخاطب شريحة الشباب بالدرجة الأولى.
لكن ما هو سر شعبية هذه الفرق التي تضم شبابا يتراوح سنهم بين 14 إلى 20 سنة ليس لديهم أي تكوين موسيقي؟ بل إن العديد منهم ليست لديهم أي خلفية موسيقية تذكر، وكل ما يميزهم عن بقية الفرق الموسيقية هو تعلقهم بهذا النمط الغربي الذي يعكس تقليدهم الأعمى للغرب دون أن تكون لديهم أدنى فكرة عن حركاتهم الهستيرية هذه، فهم يرتدون قمصانا فضفاضة مطبوعا عليها عبارات باللكلمات اللاتينية تحمل رسائل معينة، وسراويل "جينز" ممزقة ، وقبعات وسلاسل ذهبية أو فضية تتدلى من أعناقهم، و أقراط في آذانهم، بل منهم من يصبغ شعره بألوان قوس قزحية. ومع ذلك، فهم يشكلون ظاهرة يجب التوقف عندها،فالحركات التي يمارسونها في رقصاتهم و الكلمات التي يتناولونها في أغانيهم تعبر عن همومهم بل تعبر عن مواقف معينة و تصور محدد للواقع الصعب، بل لأن حركاتهم الراقصة وهم يسيرون في الشارع تثير الاهتمام و تجذب إليها الجمهور.
وتتطرق هذه الحركات إلى مواضيع لا حصر لها، مثل البطالة، الفقر ، وما شابهها، وربما كان هذا هو سر نجاحها في جعل الشباب الوهراني يستجيب لها و يتجاوب مع فرقها، إلا أن المشكلة أن بعضهم تجاوز الخطوط الحمراء ولم يتردد في استعمال كلمات نابية أو جارحة بحجة "الواقعية" عند الحديث عن بعض الظواهر المشينة في المجتمع مثل ظاهرة الرشوة على سبيل المثال .
والملاحظ أن فيه فرق أخرى لديها حس وطني تعبر عنه بطريقتها الخاصة،مثل فرقة السامبيار التي شاعت في المجتمع الوهراني مؤخرا و أصبح الشباب مولها بها إلا أن الفرقة لم تعد لتنعم بهواء سماء وهران كونها هاجرت عبر البوطي إلى عالم أحلامها الضائع بأوروبا فخلفتها فرقة ثانية بقيت محافظة على نفس الإسم لكنها تطمح إلى إيجاد حلول للمجتمع لا كما تفعل بعض الفرق المجهولة و التي ترمي إلى الإسقاط من معنويات الشباب الجزائري.
ملاسنات حادة تصل إلى حد الصدمات
تحوّل رد صاحب إحدى الفرق الممارسة للرقص التكتوني بشارع لوبي بوهران عن نهي شفوي وجهه متسلف يقطن حي السامبيار، حول خطر ماتلجأ إليه هذه الفرق في الإستهزاء بأركان الوضوء عن طريق الرقص إلى ملاسنات حادة بين الطرفين، حيث استهانت الفرقة بهذا النهي فسخرت من السلفي ووصفته بالمتخلفوهوما لم يرق للسلفي الذي استنجد بأعضاء فرقته لمساعدته على ضرب الفرقة الراقصة فتحول الأمر إلى شجار عنيف شبيه بحرب لما قامت فرق سلفية بضرب الراقصين بعصا البيسبول. بإحدى الأحياء الآهلة بهذه الفرق معبرين عن غضبهم الشديد من تحول بعض شوارع المدينة إلى ما اعتبروه إنحرافا و تقليدا أعمى للغرب ، بسبب تأثر فئة من الشباب المراهقين بمصادر مجهولة تسعى إلى انحرافهم و تستغلهم لنشر ثقافة العنف في مجتمعنا.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق