News

جـــــزائــــــــــــــر أرض المعجـــــــــــــزات



23‏/08‏/2009

حوار ثقافي مع الفنان السوري دريد اللحام//بمناسبة المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران




كنا ننشد النشيد الرسمي الجزائري وكنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا" ...//حاورته:طوبال فاطمة الزهراء



عرفناه باسم "غوار الطوشي" ،فعلمنا بعد ذلك أنه اقتبسه من أحد الأشخاص الذين كان يعرفهم، حيث يرمز اسمه لشخص كان يكافح من أجل أن يكتسب لقمة عيشه، إذ عكس بهذا الإسم حياة المواطن السوري اليومية،فمن المجتمع وتفاعله مع مشاكله الأساسية صنع عددا جما من الأعمال الفنية " شقائق النعمان"، "ضيعة تشرين"،"كأسك يا وطن" ،"غربة"، "الآغاي"،"أحلام أبو الهنا"، لتكون خاتمة تلك الأعمال موسومة بآخر إنتاج له "عودة غوار"، هو رجل محترف في عمله ..إنساني في علاقاته مع مجتمعه،"دريد اللحام"عرف كيف يفرض وجوده بمهارته و حنكته في عالم الصورة و الصوت و الإنتاجات التلفزيونية،وعلى هامش المهرجان الدولي الثاني للفيلم العربي الذي احتضنته وهران العام الفارط،كان لنا معه هذا الحوار:
ف.ز.طوبال: بداية كيف كانت قصة دريد اللحام مع التمثيل؟
دريد اللحام:ابتدأت موسيقيا عازفا،لكنني لم أتخرج من معهد الدراما،بل كنت كيميائيا،ولاحظت أن أغلب الفنانين هم من خريجي الكليات العلمية و الصيدلانية،حيث ولدت قصتي مع التمثيل في الجامعة،لما وجدت أن السينما هي صورة حية معبرة عن واقع الإنسان في مجتمعه،وارتأيت أنه بإمكاننا كعلميين،أن نمارس فن التمثيل الذي باشرت به على الشاشة عبر مسلسل "صح النوم"كبدايتي الأولى.
ف.ز.طوبال: شاهدنا عروضا فنية عربية كثيرة،لكنها لم تكن معبرة عما كان يحدث في العالم العربي من حروب أو بمعنى آخر أنها لم تكن متزامنة أو متفاعلة معها،فما رأيكم؟دريد اللحام:طبعا فلقد اندلعت الحرب العالمية الثانية ولم تكن فيه أفلام تعبر عن الحرب و المعركة،فالفن لايعبر بالضرورة عن اللحظة،لأن الفن هو بحاجة إلى التعبير


ف.ز.طوبال:لقد تم اختياركم من طرف منظمة " اليونسيف" لرعاية حقوق الأطفال كممثل عنها في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا،فكيف حدث أن انفصلتم عن المنظمة؟
دريد اللحام: والله أنا تركتها وكنت سعيدا جدا وأنا أفعل ذلك،وأنا بدوري أعمل لصالح الأطفال سواء كنت في المنظمة أم لا،حيث وقفت سنة 2003 إلى جانب الحرب التي حدثت في جنوب لبنان،وأفتخر أنني كنت صديقا للمقاومة،ومساندتي للمقاومين اللبنانيين اعتبره القائمون على شؤون منظمة اليونسيف دعما للإرهاب،وأنا إن خيرتموني بين موقفي الوطني أو بقائي تحت ظل هذا التنظيم العالمي،فأنا أختار موقفي الوطني
ف.ز.طوبال:في إطار اهتمامكم بقضايا الطفولة دائما ومدافعتكم عن حقوقها،ماهو سر هذه العلاقة،أو بمعنى آخر ماذا تحمل لأطفال العالم من أشياء مهمة؟
دريد اللحام: أهم شيء في الأطفال،أن نحترم الطفولة و نحترم رأيها و نحاورها،لأننا اعتمدنا أن نعتبر الطفل شيئا صغيرا لكنه إنسان صغير،بل يجب التحاور معه وسماع رأيه فلقد قمعناه...عندي"دريد"صغير سمع يوما رعدا في السماء فخاف كثيرا وحضنني،وعندما اطمأن قلبه التفت إلى السماء وقال:"ياربي أنا أحبك فلماذا تخيفني"،فالعلاقة بين الإنسان و الخالق هي علاقة حب لا ترهيب وترغيب وهي علاقة محبة وتوعية و إنسانية محضة، لكن هناك من يشوه هذه العلاقة فيحولها إلى علاقة خوف.
ف.ز.طوبال:طيب،غالبا ماتعالجون قضايا سياسية عن طريق الفكاهة و السخرية،لماذا لانعمل أعمالا فنية سياسية مباشرة؟
دريد اللحام:أعتبر أن للفن علاقة بالسياسة ،بل الفن هو عبارة عن أعمال وطنية،أما السياسة فهي وجهة نظر يمكن أن تتفقين معها ويمكنك أيضا أن تخالفينها فأنا داخل في عناصر المواطنة،لأن الإنسان تاريخ وحرية وديمقراطية وعدالة،والتي يجب أن تكون هذه العناصر قانونا للجميع.
ف..ز.طوبال:لكن لماذا الفكاهة دائما في أعمال دريد اللحام الفنية؟
دريد اللحام:لأن فيه ممثلون يطرحون المشاكل الإجتماعية بشكل تراجيدي،وأنا أطرحها بشكل متنوع
ف.ز.طوبال: دريد اللحام و الثورة الجزائرية،كيف كانت العلاقة؟
دريد اللحام:كنت طالبا في الجامعة لما رزقني الله بطفل ،في سنة 1959 أذكر أننا كنا نحتضن الثورة الجزائرية بعيوننا وقلوبنا،وكنا ننشد النشيد الرسمي "قسما" بالإضافة إلى إعجابنا بها وإيماننا بمصداقية قضيتها،وفي زمن السبعينيات تأثرت كثيرا بالسينما الجزائرية وتابعت منذ شبابي أفلامها الثورية.
ف.ز.طوبال:كيف يقيم دريد اللحام واقع السينما العربية؟دريد اللحام: السينما العربية لم تجد هويتها بعد، بل وفقدتها عندما بدأت تقلد الغرب ومن خلال المهرجان الفيلم العربي بوهران،يتهيأ لي أنها ستأخذ مسارا آخر دون أن نخضعها لمقارنة مجحفة.
ف.ز.طوبال: ستكون دمشق عاصمة للثقافة العربية في الدورة المقبلة،ماهو موقفكم من ذلك مقارنة بالجزائر في دورتها السابقة؟
دريد اللحام: هو شيء جميل وجيد، لكن للأسف فقد صارت الثقافة بدمشق كهاجس للنخبة ولاكهاجس شعبي على عكس وهران التي خطت خطوة متألقة جدا لما خرج المهرجان إلى الشارع
ف.ز.طوبال: هل تمكنتم من الإتفاق على القيام بعمل فني عربي مشترك خلال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية بوهران؟
دريد اللحام: ليس بعد، لكن يجب وجود سيناريو لايقوم على أساس تجميع أسماء معروفة من هنا وهناك،فيتحول العمل الفني إلى حفلة أضواء المدينة، مثلا حياة شخص سوري يعيش في وهران يستدعي ذلك التأقلم مع أناس وهران
ف.ز.طوبال: ماذا عن المشاريع؟
دريد اللحام: طبعا هناك مشاريع منها مشروع مسرحي بعنوان"جردة عمر" ومشروع آخر لعمل تلفزيوني
ف.ز.طوبال:هل من رسالة أو كلمة أخيرة؟دريد اللحام:هي ليست برسالة،لكن جميل أن يتعرف الشخص على الجزائر من خلال تواصل مباشر مع أبنائها
حاورته :فاطمة الزهراء طوبال خلال الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق